Advertisement

عربي-دولي

"الهروب إلى أوروبا": هل استغلّت "BBC" قاصرَيْن سوريّيْن؟

Lebanon 24
21-04-2016 | 23:56
A-
A+
Doc-P-143167-6367053795239596221280x960.jpg
Doc-P-143167-6367053795239596221280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
عرضت "بي بي سي" فيلماً وثائقيّاً بعنوان "الهروب إلى أوروبا" يرصد "سعي يافعَيْن سوريَيْن، غيث من الحسكة وعبدول من حلب، للوصول إلى أوروبا هرباً من الحرب في بلادهما". واستغرق إنجاز الفيلم نحو عام ونصف العام، قبل أن يخرج الفيلم النهاية بمدة تبلغ 53 دقيقة. العمل ثمرة تعاون بين المخرج السوري فراس فياض، والدانماركيّان راسموس شميدت وهينريك غرونيت، ويروي حكاية سفر القاصرَين السوريين من تركيا إلى أوروبا، إذ يصل الأول إلى ألمانيا ويستقر الآخر في السويد. وتقول "بي بي سي" إنّ الفيلم "نجح في وصف مأساة التشرّد التي يعيشها هؤلاء الأطفال بشكل مختلف لأنّه استغنى عن وساطة الراوي، وأفسح المجال للشابين لسرد حكايتهما وتصويرها في مقاطع كثيرة من الفيلم". يثير الفيلم منذ بدايته وحتى نهايته أسئلة كثيرة، حول تفاصيل همّشها وأخرى ركّز عليها. ينتقل الشريط بين أطوار فنيّة مختلفة، كأنّه مجموعة لقطات مصوّرة رُكّبت وفق التسلسل الزمني، من دون النظر إلى تناغمها الفنّي. وقد يكون تعاون ثلاثة مخرجين لإنجاز الفيلم سبباً في ذلك، إذ بدت الفروق بين زوايا التصوير واضحة بين تركيا وقبرص وأوروبا. استخدمت في الفيلم لقطات من الداخل السوري، من مصادر معارضة للحكومة السورية، بينها "مركز حلب الإعلامي". هكذا انحاز الفيلم بشكل كلي وغير موضوعي ضد الحكومة السورية. وأظهر الفيلم أن جميع الأطفال الهاربين من سوريا، فرّوا من "بطش النظام السوري". ففي وقت هرب غيث من رأس العين في الحسكة بسبب قصف الطيران السوري، بُرّر فرار عبدول من حلب بـ "الهرب من السَوق الإجباري إلى اللجان الشعبية والمشاركة في عمليات القتال". معلومات كثيرة لم تأخذ حيزّها الكافي، ومرّ الشريط سريعاً على قصص وفاة والد غيث إثر القصف، وهربه مع والدته إلى تركيا، في حين جرى التلميح إلى وفاة والد عبدول غرقاً خلال رحلة لجوء فاشلة. مزج الفيلم بين فنون سينمائية عديدة، ما أفقده التناغم، فتارة تُعرض صور التقطها الفتيان بأنفسهما خلال السفر، وتارة أخرى مشهديّات سينمائيّة وتمثيليّة ركيكة لسرد الحكاية. مثلاً تظهر لقطات مصوَّرة لحوار يجري بين غيث وعبدول أمام الكاميرا كنوع من النقاش، يظهر الحوار مصطنعاً بشكل كبير وخارجاً عن السياق العفوي المفترض للفيلم. يعتمد الفيلم على صداقة الشابين كخيط وصل بين قصّتيهما، وتستحوذ هذه الفكرة على معظم تفاصيل الفيلم بشكل مبالغ فيه، الأمر الذي حوّل الأنظار بشكل كبير عن تفاصيل أخرى مهمّة تتعلق برحلة كل منهما. على الصعيد الإنساني، يثير الفيلم تساؤلات عديدة حول اشتراك طاقم الفيلم في عملية تهريب الفتيين، حيث رصدت الكاميرا تجهيزاتهما للسفر، ونوم غيث في الشارع، وصولاً إلى يوم السفر عبر القارب المطاطي الأمر الذي قد يعرّض حياة الفتيين للخطر جراء حوادث الغرق. في رحلة السفر من قبرص إلى ألمانيا، يظهر غيث بحلّة جديدة، يحمل بيده هاتفاً حديثاً ومعدات تصوير من دون أي مبرر لآلية حصوله على هذه المعدات، خصوصاً أنه ظهر بداية الفيلم وقد نفدت نقوده وسُرق هاتفه وتشرّد ونام في المساجد. ظهر وثائقي "بي بي سي" خارجاً عمّا اعتادت الهيئة تقديمه لناحية الجودة الفنية والسياق المشدود والطرح الموضوعي، فكان وثائقي "الهروب إلى أوروبا" مفككاً في مواقع عديدة، بالإضافة إلى التساؤلات التي أثارها حول اشتراك طاقم الفيلم في عملية تهريب القاصرَين، أو تسهيل هذه العملية، أو حتى استغلالها فنيّاً. (نينار الخطيب - السفير)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك