"القدس" هي أكبر مدن فلسطين التاريخية المحتلة مساحةً وسكاناً، وأكثرها أهمية دينياً واقتصادياً، ويعتبرها العرب والفلسطينيون عاصمة فلسطين المستقبلية، كما ورد في وثيقة إعلان الإستقلال الفلسطينية التي تمت في الجزائر بتاريخ 15 تشرين الثاني عام 1988. تقعُ القدس ضمن سلسلة جبال الخليل، وتتوسط المنطقة الواقعة بين البحر المتوسط والطرف الشمالي للبحر الميت، وقد نمت هذه المدينة وتوسعت حدودها كثيراً عمَّا كانت عليه في العصور السابقة.
إلى ذلك، فإنَّ القدس بالنسبة للمسيحيين هي مدينة مقدسة، بعدما صُلب النبي يسوع المسيح على إحدى تلالها المسامة "جلجثة". أمَّا بالنسبة للمسلمين، فهي "أولى القبلتين"، حيث كانوا يتوجهون إليها في صلاتهم، وهي أيضاً تمثل الموقع الذي عرج منه الرسول محمد إلى السماء. وبالنسبة لليهود، فهي المدينة التي بنى فيها النبي سليمان ابن داوود الهيكل فيها، كما ينص التوراة.
خلال العصور القديمة وعبر فتراتٍ متلاحقة من الزمن، حملت المدينة أسماءً عديدة، وأبرزها:
- أورشليم:
ورد هذا الاسم لأول مرة في النصوص الفرعونية التي تعود الى عهد الملك سنوسرت الثالث (1842-1875 ق.م)، وتكرر ذكره بالتوراة أكثر من 600 مرة، كما ورد في النصوص اليونانية التي تعود الى العهدين اليوناني والروماني (333ق.م-334م) .
أصل الإسم كردي ويتألف من مقطعين: المقطع الاول أور بمعنى المدينة، والمقطع الثاني سالم، ويصبح معناها مدينة سالم نسبة إلى اسم ملكها الكنعاني.
- يبوس:
وتدل هذه التسمية على القوة والصلابة، وقد ظهرت في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد. سميت المدينة بـ"يبوس" نسبةً إلى اليبوسيين، وهم إحدى القبائل الكنعانية، وقد بنوا في المدينة قلعة أطلقوا عليها اسم قلعة صهيون ومعناها المرتفع، وقد أطلق هذا الاسم على أكثر من مرتفع في سوريا القديمة.
- إيليا كابيتولينا:
ظلت المدينة تعرف بالإسمين السابقين "أورشليم ويبوس" حتى عهد الإمبراطور هدريان الذي هدم القدس بعد ثورة باركوخبا اليهودية (135-132م) وبنى مكانها مدينة جديدة سماها ايليا كابيتولينا. القسم الأول من الإسم مشتق من إسم الإمبراطور نفسه "إيليوس هدريان". أمَّا القسم الثاني فهو مشتق من اسمه الإله جوبتر كابيتولينس. بقيت المدينة تعرف بهذا الإسم حتى نهاية العهد البيزنطي، وظل الاسم ايلياء يطلق على المدينة بعد الفتح الاسلامي حتى نهاية العصر الاموي.
- بيت المقدس أو القدس:
ويعني المطهر، والمكان الذي يتطهر فيه من الذنوب. عرفت المدينة بهذا الاسم منذ العصر العباسي الاول، ووردت بالاسم الجديد في شعر أبي نواس (199هـ): "وأصبحن قد فوّزن على نهر فطرس ***** وهن من البيت المقدّس زوّر".