نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا أعدّه الصحافي بن هبارد، قال فيه "بعد ضربات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سوريا، يتساءل السوريون عن القادم".
وأشار الكاتب إلى أنّه في اليوم التالي للضربة الثلاثية ضد أهداف للنظام السوري، لم يشعر معظم السوريين الذين سئموا من الحرب الدائرة سوى بالقليل من التغيير. وأوضح قائلاً: في دمشق، المئات يتظاهرون دعمًا للرئيس بشار الأسد، وفي الرقة، تقوم فرق بنزع الألغام التي زرعها تنظيم "داعش". وبعد الضربة الأميركية وإعلان ترامب عن إنتهاء المهمة، روسيا رفعت الصوت والأسد عادَ لمزاولة عمله، إذًا الى أين تتجه سوريا؟
وتابع الكاتب: "بعد مرور 7 سنوات على الحرب، يرى البعض أنّ الطريق الواقعي الوحيد لوقف الحرب والحؤول دون تمرّد "الجهاديين" والسماح لسوريا بالمضي قدمًا، هو الإعتراف أنّ الرئيس السوري بشار الأسد، بمساعدة إيران وروسيا سيبقى في السلطة".
وأشار الكاتب إلى أنّ هناك الكثير من القضايا المطروحة بظلّ الأزمة السورية، منها القتال بين تركيا والأكراد في الشمال، ظلال الحرب بين إسرائيل وإيران، وإعادة الإعمار لكي يتمكّن النازحون من العودة إلى ديارهم. وقد أعلنت دول غربية عدم نيتها المشاركة بإعمار سوريا مع وجود الأسد بالسلطة. ويعتبر بعض المتابعين أنّه إذا رفض الغرب الإستثمار في سوريا، فإنّ الجهود لمعاقبة الأسد ستؤثّر على الشعب السوري،
وفي هذا الصدد، يقول جوشوا لانديز، أحد أبرز خبراء الشأن السوري ورئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الأميركية "إنّهم لا يعاقبون الأسد بل الشعب السوري. فإذا كانت أهداف الولايات المتحدة مكافحة الإرهاب، فإنّ الإستقرار وعودة النازحين، كلّها ستفشل".
من جانبه، قال الناشط السوري أسامة شغري "لم تغيّر الغارات الأميركية شيئًا للسوريين، كما أنّها لم تحدث فرقًا على الأرض".
توازيًا، فالمفاجأة كانت بأنّ "الأسد كان سعيدًا" وفقًا لما نقله وفد روسي زاره الأحد، وقالت حاكمة إقليم خانتي مانسيسك الروسي ناتاليا كوماروفا "الرئيس الأسد كان في حالة مزاجية جيدة". كذلك نقل أحد الزوّار عن الأسد قوله إنّ تكلفة إعادة إعمار سوريا تساوي 400 مليار دولار.
وتابع الكاتب: "إذا كانت الرسالة الأولى من الضربة أنّه على الأسد عدم استخدام الأسلحة الكيماويّة، فالرسالة الثانية هي أنّ الغرب سيترك الأسد بالسلطة"، مضيفًا: "حتى الآن، لا يبدو أنّ لدى أي جهة خطّة لسلام دائم في سوريا".
(نيويورك تايمز - لبنان 24)