كشف موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي أنّ التطورات في جنوب سوريا والمعركة المرتقبة التي ينوي بموجبها الجيش السوري استعادة السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية شكّلت محور اللقاء الذي دار بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والملك الأردن عبد الله الثاني في عمان يوم الإثنين الفائت.
وفي التفاصيل التي أوردها الموقع أنّ نتنياهو يتخوّف من اقتراب عناصر "حزب الله" وقوات مدعومة إيرانياً من الجولان المحتل، أمّا الملك عبد الله فمن اقتراب القوات المذكورة من الحدود الأردنية-السورية، ملمحاً إلى أنّهما لن يبقيا مكتوفي الأيدي؛ علماً أنّ اللقاء بينهما يأتي بعد ساعات على استهداف إسرائيل البوكمال بغارة جوية أدت إلى مقتل 52 مقاتلاً موالياً للجيش السوري وبعد إعلان الجيش السوري عن استعداده لمعركة جنوب سوريا.
وصاية الأردن على المقدسات
وكان مكتب نتنياهو أصدر بياناً الإثنين الفائت قال فيه: "أكد رئيس الوزراء نتنياهو مجدداً التزام إسرائيل بالحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس"، وفقا لوكالة "رويترز".
لقاء كوشنر-عبدالله وصفقة القرن على الطاولة
وبعد لقاء الإثنين، أصدرت السفارة الأميركية بياناً أمس الثلاثاء أكّدت فيه أنّ صهر الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر والمبعوث الخاص للمفاوضات جيسون غرينبلات، بحثا مع الملك عبدالله عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين في عمان.
وأوضح البيان أنه تمت مناقشة "زيادة مجالات التعاون بين الولايات المتحدة والأردن، والقضايا الإقليمية، والوضع الإنساني في غزة، وخطة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي تصوغها حكومة الرئيس ترامب".
وكانت نشرة رسمية صادرة عن الديوان الملكي الأردني أفادت بأن الملك عبد الله الثاني، استقبل، في العاصمة عمان الأحد الفائت، وفدا من أعضاء مجلس النواب الأميركي، برئاسة النائب الأميركي من أصل لبناني، داريل عيسى، حيث تم استعراض "علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة والأوضاع الراهنة في المنطقة".
توقيت لافت
وتأتي سلسلة اللقاءات المتسارعة هذه بعد موجة الاحتجاجات التي طالت الأردن على خلفية التعديلات الضرائبية والمساعدات بقيمة 2.5 مليار دولار التي تعهّدت الولايات المتحدة والكويت بتقديمها للأردن، وبعد حالة الفتور التي تردد أنّها تسيطر على العلاقات الأردنية-السعودية نتيجة لموقف الأردن الرافض لـ"صفقة القرن" (التي هندسها كوشنر وأيدها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما يُقال).
وكان العاهل الأردني أكد في أواخر شهر أيار على ضرورة التوصل إلى السلام العادل والشامل في المنطقة بما يمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق تطلعاته المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية"، وشدّد على إدانة الأردن ورفضه التصعيد والعنف، الذي تمارسه إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية افتتحت يوم الاثنين في 14 أيار الجاري سفارتها في القدس، تنفيذا لقرار رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب يوم 6 كانون الأول الماضي بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.