Advertisement

عربي-دولي

مضيق بحري خطير في منطقة عربية.. 9 دول تتصارع عليه ومصيره يؤثر على أميركا

Lebanon 24
01-07-2018 | 15:03
A-
A+
Doc-P-489129-6367056671475522035b38c0f043021.jpeg
Doc-P-489129-6367056671475522035b38c0f043021.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

على الرغم من أنشطة الولايات الأميركية قرب البحر الأحمر والمحيط الهندي، إلا أن عدداً قليلاً نسبياً من الأميركيين يعرفون أن هنالك حرباً أهلية مستعرة في اليمن، وعدداً أقل منهم يعرفون أين مضيق باب المندب، أو لماذا يؤثر مصيره عليهم.

ويقع مضيق باب المندب وهو ممرٌ مائي استراتيجي بين جيبوتي واليمن، ويربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي. وعند أضيق نقطة فيه، يصل اتساعه إلى 18 ميلاً فقط (29 كيلومتراً تقريباً).

ويتعين على الصادرات المتجهة من الخليج العربي وآسيا إلى الأسواق الغربية اجتياز المضيق قبل عبور قناة السويس. ويقول لوك كوفي، مدير مركز أليسون لدراسات السياسة الخارجية التابع لمؤسسة التراث الأميركي، فربما يكون باب المندب أيضاً هو أخطر المضايق وأكثرها محلاً للتنازع الجيوسياسي في العالم، بحسب ما جاء في مجلة Nationalinterest الأميركية، الأربعاء 28 حزيران 2018.

صراع دولي على المضيق
وأشار كوفي إلى أن الحرب الأهلية في اليمن والنزاع الحدودي بين إرتريا وجيبوتي، تعني أنَّ صراعاً مستمراً يحيط بالمضيق، فخلال السنوات الأخيرة، حاولت كلٌ من الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلنطي (الناتو) والاتحاد الأوروبي جميعهم القيام بعمليات لمكافحة الإرهاب والقرصنة في المنطقة.

وعلاوة على ذلك، يمتلك الأميركيون، والصينيون، والألمان، والفرنسيون، والقطريون، والإماراتيون، والسعوديون، واليابانيون، والإيطاليون، جميعهم نوعاً من الوجود العسكري قرب باب المندب.

مضيق باب المندب يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي
إلا أن الدولتين الواقعتين على جانبي المضيق، اليمن وجيبوتي، بالكاد تنعمان بالاستقرار، إذ تعاني جمهورية جيبوتي الإفريقية الصغيرة من الفساد السياسي، وانعدام الكفاءة الاقتصادية، والمكائد الدولية.

فعلى سبيل المثال، مَنَح الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي في عام 2016 نفسه ولاية رئاسية رابعة من خمس سنوات بعدما ألغى البرلمان على نحوٍ مريب في عام 2010 قيداً دستورياً يُحدِّد عدد الولايات الرئاسية بولايتين فقط.

ووفقاً لمؤشر الحريات الاقتصادية لمؤسسة التراث الأميركية، تحتل جيبوتي المرتبة 171 من بين 180 دولة في الحرية الاقتصادية. وتظل السلطة أيضاً مُتركِّزة بشدة في يد الرئيس، وفي السنوات الأخيرة لم يكن هناك تقدُّم ملحوظ بشأن تقليص الفساد الحكومي.

وتودَّدت الكثير من القوى الخارجية إلى جيبوتي، حتى في ظل كل المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها، وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي على باب المندب.

وتستضيف البلاد القاعدة الأميركية الدائمة الوحيدة في إفريقيا، قاعدة كامب ليمونيه. وتحظى فرنسا وإيطاليا وألمانيا واليابان بالفعل بوجودٍ عسكري متفاوت القوة هناك.

الصين تدخل بقوة
والعام الماضي 2017، افتتحت الصين أولى قواعدها العسكرية الدائمة بالخارج في جيبوتي. ومع أنَّ القاعدة وُصِفَت في البداية بأنَّها "منشأة إمداد لوجيستي"، فبإمكانها استقبال عشرة آلاف جندي، واستخدمتها قوات مشاة البحرية الصينية بالفعل لإطلاق مناورات بالذخيرة الحية ضمَّت عربات مدرعة ومدفعية.

وكما هو الحال مع معظم المناطق الواقعة على طريق مبادرة الحزام والطريق الصينية، استثمرت الصين بقوة في البنية التحتية الجيبوتية من خلال عقد صفقات مُحابية، تُقدِّم مصالح الصين الجيوسياسية على حساب سيادة الدولة المضيفة.

واقترضت جيبوتي الأموال من الصين بمعدلٍ مثير للقلق، ويبلغ نصيب الصين من الديون الجيبوتية 91%.

9 دول تمتلك وجوداً عسكرياً قرب المضيق
وأشار كوفي إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، للوجود الصيني في جيبوتي تأثيرٌ مباشر على العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة. إذ اتُّهِم الصينيون بـ"إعماء" الطائرات الأميركية العاملة قريباً باستخدام الليزر.

وفي وقتٍ سابق من هذا العام 2018، أنهى الرئيس جيلي بجرأة عقداً مع شركة موانئ دبي العالمية، التي تُعَد واحدة من أكبر الشركات المُشغِّلة للموانئ في العالم، وأمَّم محطة حاويات دوراليه.

وخلال جلسة استماع أخيرة بالكونغرس الأميركي، عبَّر أعضاء الكونغرس عن مخاوف من أن تكون جيبوتي أمَّمت الميناء لمنحه كهدية إلى الصين.

أميركا ستتأثر بمصير المضيق
وبحسب المجلة الأميركية، فإن قائد القوات الأميركية في إفريقيا، الجنرال توماس والدهاوسر، قال إنَّه في حال وضعت الصين قيوداً على استخدام الميناء، فإنَّ ذلك قد يؤثر سلباً على إعادة تزويد قاعدة كامب ليمونيه بالمؤن، وكذلك قدرة سفن البحرية الأميركية على إعادة التزود بالوقود في جيبوتي.

وإن كانت الأمور تبدو سيئة على الشواطئ الجنوبية لباب المندب، فإنَّها ليست بحالٍ أفضل على شواطئه الشمالية، هناك حيث اليمن الذي يخوض غمار حربٍ أهلية مريرة بين التحالف العربي بقيادة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، وأصبح البلد مليئاً بالمجموعات الإرهابية والعديد من حالات التمرُّد المتداخلة.

وعلاوة على ذلك، جعل التدخُّل الإيراني في اليمن الوضع الخطير أكثر سوءاً. وسمحت الفوضى لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب بالازدهار والتطور ليصبح واحداً من أقوى التهديدات الإرهابية على الولايات المتحدة.

والتهديد الذي يعترض الملاحة عبر باب المندب من اليمن حقيقي. ففي عام 2016، أطلق الحوثيون صواريخ على سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية قرب باب المندب.

مقاتلون حوثيون في اليمن
ونَشَرَت قوات الحوثي أيضاً ألغاماً على طول الساحل اليمني، واستخدمت قوارب يتم التحكم بها عن بُعد مليئة بالمتفجرات في هجومٍ فاشل على ميناء المخا اليمني في تموز 2017.

وأخيراً، شنَّ الحوثيون أيضاً العديد من الهجمات البحرية الفاشلة على سفن في البحر الأحمر، بما في ذلك قارب مُسلَّح تسبَّب في أضرار بناقلة نفط سعودية قرب ميناء الحُديدة نيسان الماضي.

وحين تجمع مشكلات جيبوتي الاقتصادية والسياسية بتحديات اليمن الأمنية، تحصل على مزيجٍ جيوسياسي مميت يُهدِّد مباشرةً الملاحة الدولية والمصالح الأميركية، وفقاً لـ كوفي.

وبالنظر إلى أنَّ ناقلات النفط تنقل حوالي 4.7 مليون برميل من النفط يومياً عبر باب المندب، فإنَّ المخاطر تكون أكبر. ومع الانخراط الصيني المتزايد، أصبحت الحرب التي لا تنتهي أبداً في اليمن أرضاً خصبة للإرهاب.

ورأت المجلة الأميركية أنه بفضل دور إيران المتزايد في المنطقة، لا يسع الولايات المتحدة تجاهل باب المندب.

(عرب بوست)

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك