Advertisement

عربي-دولي

التفاهم الروسي - الأميركي.. الجنوب السوري ليس سوى البداية

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
03-07-2018 | 02:59
A-
A+
Doc-P-489661-6367056675477254595b3b1ee242a17.jpeg
Doc-P-489661-6367056675477254595b3b1ee242a17.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

تسير الازمة السورية على خطى الحل وفق خطين متوازيين يلتقيان وفق مصالح القطبين الاميركي والروسي ووفق تقاطعات إقليمية. فإسطنبول كما الرياض أو طهران وربما القاهرة ما عادت بمصاف العواصم التي تقرر بقدر ما تتولى تأمين المخارج الضرورية، ولعل المثال الساطع يتمثل بالمعارك المضبوطة جنوبا أو إجتماع الدول الضامنة  لتسهيل قيام اللجنة الدستورية في مدينة الاستانة الاسبوع المنصرم .

التفاهم الروسي - الاميريكي بانت ملامحه نتيجة تحرك مستشار الامن القومي جون بولتون الاب الروحي لإقتراح الانسحاب الاميركي من شمال و شرق سوريا مع تأمين  ضمان عدم توسع النظام في هذه المناطق عبر نشر قوات عسكرية بمشاركة عربية و تمويل خليجي، والذي أثمرعملياً إتفاقاً حيال إفراغ الجنوب السوري من مجموعات المعارضة المسلحة ونقلها الى محافظة إدلب، و بالتالي منح النظام  نقاط قوة جديدة عبر الاشراف على معبر نصيب مع الاردن، شريان الشحن البري مع العالم العربي كما التماس المباشر مع الجولان المحتل،  الذي يعني إعترافاً غير مباشر بشرعية النظام والرئيس بشار الاسد.

هذا الانسحاب لن يكون من جانب واحد بحيث ينسحب على المليشيات الشيعية، التي تكفّل الروس الاهتمام بهذا الجانب ما خلف توتراً بالعلاقة بين موسكو وطهران، على أن النقطة المحورية هي نفوذ إيران، والتي تحاول تثبيته عبر اذرعها المتعددة سواء في الميدان أوعبر الجبهات المفتوحة لدعم قوات النظام السوري أو في محيط الرئيس السوري بشار الاسد ضمن دوائر القرار الرسمي.

المعارضة السورية خرجت من طورها جراء ما يجري في الجنوب، لكون معارك درعا ومحيطها ليست سوى مؤشرلكون المجموعات المسلحة التابعة للجيش السوري الحر أو جبهة النصرة بكونها تخرج من "المولد بلا حمص" ما دفع رئيس هيئة التفاوض نصر الحريري إلى شن هجوم غير مسبوق على أميركا كونها تخاذلت وسلمت بالشروط الروسية، ولم يقف تصعيد الحريري عند هذا الحد بل  وصف التفاهم الروسي مع أميركا بـ"الاتفاق الخبيث". ووفق المعطيات المتوافرة فإن هيئات متعددة من المعارضة السورية تشعر بمخطط لتصفيتها وزوالها كما حصر المعارضة ضمن أطر محددة في المرحلة المقبلة.

وفق الخارطة المرسومة لحل الازمة السورية  تنشط الديبلوماسية الروسية لتسويق  فكرة منح القوى المتصارعة على الارض مهلة 3 سنوات تقريبا لترتيب أوضاعها قبل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في صيف 2021. من جهتها سارعت تركيا لملاقاة المسعى السوري عن طريق التماهي مع مخططها فيما تسعى السعودية إلى تحسين شروطها عبر القوات العربية، ويبقى الموقف الايراني مثار جدل حول طبيعة تعامل طهران في المرحلة المقبلة  كما  كيفية مواجهتها لمطالب إخراجها من سوريا وإنعكاساتها على علاقتها مع روسيا.

 

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك