تعهدت إيران بإغلاق "مضيق هرمز" أمام ناقلات النفط في حال حظرت واشنطن صادرات بلاده منه، ورد الجيش الأميركي، بتعهد للحفاظ على حرية الملاحة لناقلات النفط في الخليج العربي، في معركة جديدة تقرع طبول الحرب.
تصريح المتحدث باسم القيادة الوسطى في الجيش الاميركي، بيل أوربان، بالقول إنّ "القوات البحرية الاميركية والحلفاء الإقليميين جاهزون لضمان حرية الملاحة والتدفق الحر للبضائع حيثما يتيح القانون الدولي في الخليج العربي"، جابه تهديدا مماثلا من إيران، قال فيه قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، قاسم سليماني، إن فيلقه جاهز لتنفيذ أي أوامر بشأن المضيق من الرئاسة الإيرانية، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وفي 8 أيار الماضي، أعلن الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي، الموقع عام 2015 بين طهران ومجموعة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا، والذي يقيّد البرنامج النووي الإيراني في الاستخدامات السلمية مقابل رفع العقوبات الغربية عنها. كما أعلن ترامب إعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران، والشركات والكيانات التي تتعامل معها.
أيضا حثّ ترامب، المملكة العربية السعودية على زيادة إنتاجها من النفط لمواجهة ارتفاع تكلفة الوقود، مبررا الخطوة بالقول إنها تأتي بسبب "الاضطرابات والاختلال الوظيفي في إيران"، أحد أكبر منتجي النفط في العالم.
ما الضرر من إغلاق مضيق هرمز؟
يفصل "مضيق هرمز" بين مياه الخليج من جهة، ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، كما أنه المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر.
ويحد المضيق من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان، التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه باعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية، حسب ما تذكره وكالة سبوتنيك.
وبالنسبة للقانون الدولي، فإن المضيق يعتبر جزءا من "أعالي البحار"، وبالتالي يحق لكل السفن المرور فيه ما دام ذلك لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.
يبلغ عرض المضيق 50 كيلومترا، وعمق المياه فيه 60 مترا، وتكمن أهميته في أن حوالي 40 في المئة من الإنتاج العالمي من النفط يمر عبره، ويعد المنفذ الوحيد للدول العربية المطلة على الخليج العربي باستثناء السعودية والإمارات وسلطنة عمان، وتصدر دول خليجية عبره نحو 90% من نفطها، بينما تصدر عبره الكويت وقطر وإيران كل إنتاجهما.
ويستوعب المضيق من 20 إلى 30 ناقلة نفط يوميا، وإغلاق للمضيق يعني قطع ارتباط الدول المنتجة للخام في الشرق الأوسط بالأسواق الرئيسية في مناطق آسيا والمحيط الهادي وأوروبا وأميركا الشمالية وغيرها.
وأشارت دراسة أميركية، أجريت عام 2010، إلى أن إغلاق المضيق سيغضب المجتمع الدولي الذي ستتضرر مصالحه الاقتصادية بذلك، ولجوء إيران لهكذا خطوة يعني إشعال فتيل حرب إقليمية ودولية لوحت بها إسرائيل وأميركا، وقد تشارك فيها دول أخرى.
تحذيرات ومخاوف دولية
من بين المخاوف الدولية بشأن احتمال إغلاق المضيق، المخاوف التي عبرت عنها الصين قبل قمة تعقد في بكين الأسبوع القادم، تجمع بينها وبين 21 دولة عربية، وجهت بشأنها تحذيرات إلى إيران قالت فيها إن عليها "بذل المزيد من الجهد لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط والانسجام مع جيرانها".
من جهة أخرى، بلغ الرئيس الإيراني، حسن روحاني، نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال مكالمة هاتفية، أمس الخميس، أن حزمة الإجراءات الاقتصادية الأوروبية لتعويض انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لا تلبي كل المطالب الإيرانية، وهو ما طالب بشأنه بـ"الاهتمام الجاد" بمطالب بلاده في اجتماع الدول الخمس الموقعة على الاتفاق حول برنامجها النووي، والذين سيجتمعون، اليوم الجمعة في فيينا، للمرة الأولى منذ انسحاب الولايات المتحدة منه.
(TRT العربية – وكالات)