نشرت وكالة "بلومبرغ" تقريرًا لفتت فيه الى أنّ هناك بعض المخاوف من إندلاع صراعات جديدة عند أحد الحدود الإسرائيلية التي لطالما تمتّعت بالهدوء.وأشارت الصحيفة إلى أنّ إسرائيل أرسلت تعزيزات الى الحدود مع سوريا مؤخرًا، في الوقت الذي غيّرت الحرب السوريّة في ميزان القوى في الشرق الأوسط.وقد وصلَت القوات السورية الى مقربة من مرتفعات الجولان المحتلّ، خلال الهجوم الأخير الذي تشنّه في الجنوب السوري، الأمر الذي يثير المخاوف حول اندلاع صراعات جديدة، فإيران التي دعمت بقواتها الرئيس السوري بشار الأسد لتحقيق النصر، باتَ لها وجود قرب اسرائيل، وتتمتع روسيا بالنفوذ لمنع الجيش الإسرائيلي من الإنخراط بالحرب السورية، لا سيما وأنّ التدخل العسكري الروسي في سوريا أدّى الى انقلاب دفّة الحرب لصالح الأسد.ونقلت الوكالة عن أحد السوريين في تلك المنطقة قوله: "كلّ العالم يريد جزءًا من سوريا: إيران والولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا".وأوضحت الوكالة أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسافر اليوم الأربعاء الى روسيا، في زيارةٍ هي الثامنة منذ اندلاع الحرب السوريّة. وقال إنّه سيضغط من أجل خروج إيران من سوريا، ولكي تطبّق سوريا إتفاقيّة فك الاشتباك الموقعة عام 1974. وهنا رأت الوكالة أنّ الهدفين معقدّان، ولكن إن لم يُطبّقا، فقد يشهد الشرق الأوسط أوّل حرب إقليميّة مباشرة، منذ الإجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في العام 1982.والجدير ذكره أنّ إسرائيل نفذت ضربة في سوريا خلال نهاية الأسبوع الماضي، ردًا على سقوط قذيفة من المعارك الدائرة في الجنوب السوري داخل الجولان المحتلّ، كما أغارت مقاتلات إسرائيلية على قاعدة T4 العسكرية التي يستخدمها الجيش السوري وقوات "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني.وتوعّد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان "أي جندي سوري يدخل المنطقة العازلة بأنه يعرّض حياته للخطر"، مشددًا على أنّ "إسرائيل غير مستعدّة للقبول بأي وجود إيراني في سوريا".وأشارت الوكالة الى أنّ إسرائيل كانت قد نفّذت عددًا من الغارات، استهدفت خلالها أهدافًا إيرانية في سوريا، إضافةً الى مواكب أسلحة متجهة لـ"حزب الله". وعلى الرغم ممّا يحصل، رأت الوكالة أنّ إيران وحلفاءها لن يتركوا بسهولة البنى التحتية العسكرية التي بنوها في سوريا، وبالقرب من إسرائيل، ولا حتّى المقاتلين وقواعد الطائرات بدون طيّار، بعد 7 سنوات من تقديم الدعم للأسد، بحسب ما قاله إسرائيليون. قمة ترامب وبوتينوكشف مسؤول روسي رفيع أنّ دور إيران في مرحلة ما بعد الحرب السورية سيكون في مقدّمة لائحة البحث، خلال القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في هلسنكي، في 16 تموز القادم.ونقلت الوكالة عن مستشارين للكرملين قولهما إنّ بوتين وافق في المبدأ على طلبات إسرائيل والولايات المتحدة باستبدال قوات تابعة لإيران في سوريا بأخرى موالية للأسد، أي من الجيش السوري.وهناك تساؤلات كثيرة حول ما سيجري بين الرئيسين الروسي والأميركي، فإلي أي مدى يستطيع بوتين الضغط على إيران؟ وهنا يقول المدير العام لمجلس الشؤون الخارجية الروسي، أندريه كورتونوف إنّ استراتيجيّة بوتين تكمن بإيجاد حلّ وسط بين المصالح المتضاربة لأبرز اللاعبين، مضيفًا: "يمكن أن يوافق بوتين على استمرار السماح لإسرائيل بضرب مواكب إيرانيّة تنقل أسلحة متطوّرة الى "حزب الله"، مع السماح لإيران باعتماد طريق لإمداد "حزب الله" بالأسلحة، يمتدّ من إيران الى سوريا وصولاً الى لبنان"، ولفتت الوكالة نقلاً عن محللين أنّ"إيران تخوض لعبة طويلة".
(بلومبرغ - لبنان 24)