تطرح تساؤلات عديدة حيال مآل مجريات الأحداث في إدلب السورية في ضوء التفاهمات الدولية. ويعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث الوضع في إدلب ودرعا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أثناء قمة مجموعة بريكس، من منطلق أن الوضع في تل رفعت ومنبج، ليس على ما يرام حتى الآن. فالمناطق السورية الوحيدة التي يجري فيها كل شيء وفق الخطة هي عفرين وجرابلس والباب.
وبينما لمحت القراءات إلى أن إدلب ستتحرر من الجماعات المسلحة عبر تسوية برعاية روسية، تحظى بإجماع الأطراف الاقليمية المعنية والحكومة السورية، تجزم مصادر نيابية سورية لـ" لبنان24 أن محافظة ادلب خاضعة لسيناريو واحد فقط يتمثل بالعمل العسكري. فهناك توافق دولي على ضرب الإرهاب في الشمال السوري، ولا سيما أن الدول المعنية كافة (تركيا على وجه التحديد) لم تعد قادرة على تحمل عبء وجود هذا الكم الكبير من الجماعات المسلحة على حدودها، بالتوازي مع إقرار الدول الأوروبية أنها لن تقبل بعبورهم إليها.
إن مسألة ادلب ليست معقدة. فقرار الحرب على الإرهاب أت لا محالة في هذه المحافظة، لكن يبقى السوال عن الموعد؟
هناك شبه توافق، بحسب المصادر السورية نفسها، على إنهاء الحرب على سوريا. الاردن اتخذ تموضعا جديدا. الوضع في الجنوب السوري سيعود إلى ما كان عليه قبل العام 2011. أما في ما خص الأكراد فلا علاقة لهم بالمعركة إلا من حيث التقدير لمن ستكون أولية الحرب لهم أم للإرهاب، علماً أن حركة المجتمع الديمقراطي الكردية لن تكون بعيدة عن أن تكون طرفًا أكثر تأثيراً في إدلب لاجتثاث الإرهاب والمساهمة في الحد من الدور التركي وإفشال مخططات أردوغان، مبدية استعداداً للمشاركة في أي عملية عسكرية ضد مناطق سيطرة المعارضة في إدلب.
وفي السياق، تجزم المصادر السورية أن روسيا ستكون، جرياً على العادة، شريكاً أساسياً في معركة إدلب أسوة بالمعارك التي حصلت في المحافظات السورية الأخرى من أجل المحافظة على مكتسباتها، مع تشديدها على توافق ضمني بين إيران وتركيا وسوريا وروسيا للتحضير للمعركة. فأنقرة على وجه التحديد سهلت خروج أهالي الفوعا وكفريا للدخول في معركة إدلب والتحرر من ورقة ضغط المسلحين.
وعليه، يمكن الاستنتاج، وفق المصادر السورية، أن مؤتمر سوتشي في 30 تموز الجاري بحضور أنقرة وموسكو وطهران وممثلين عن المعارضة و الحكومة السورية، سيكون مخصصاً للنقاش بالخطط النهائية لنفوذ الدول الضامنة، مما يعني أن المعركة المرتقبة في إدلب مؤجلة إلى ما بعد توصيات سوتشي، فلا حرب في الشمال السوري من دون موافقة تركيا التي تقرن موافقتها بشروط، تتصل بضمان الإبقاء على المجموعات المسلحة التي قدمت لها الدعم منذ البداية ( درع الفرات) لقاء رفع الغطاء عن جبهة "النصرة" وتنظيم "داعش"، ولا سيما أن تركيا نشرت 12 نقطة مراقبة حول إدلب منعا للأعمال العدوانية ضد قوات النظام السوري، في إطار اتفاقيات استانة لخفض التصعيد.