في قرار فاجأ الجميع، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب قواته من سوريا، ما وضع علامات استفهام كبيرة حول السبب الذي جعله يتخذ هذا القرار، خصوصا بالنسبة الى روسيا وتركيا وإيران.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "جيروزلم بوست" الإسرائيلية، حشدت تركيا الآن قوات على الحدود مع شرقي سوريا حيث تشير الولايات المتحدة إلى أنها ستنسق انسحابها مع أنقرة، التي ستنشر قواتها هناك مكان الجنود الأميركيين.
ويقول الدبلوماسيون الإيرانيون إنهم يفهمون مخاوف تركيا بشأن وحدات حماية الشعب الكردية، لكن أي عملية يقوم بها "إخواننا الأتراك" يجب أن تتم بـ"موافقة دمشق".
وتعارض إيران الحكم الذاتي الكردي، ولكنها أيضا ضد أي غزو تركي كبير في سوريا، وبث تلفزيونها تقارير عن علاقة بين وحدات حماية الشعب الكردي والنظام السوري، وذلك من أجل مقايضة مع الأتراك على ما يبدو.
وبالفعل، هناك علاقات بين الطرفين، فقوات النظام موجودة في منطقتي الحسكة والقامشلي، اللتين تخضعان لسيطرة القوات الكردية. أما موسكو فهدفها لعب دور الوسيط في الصفقة، كما تم في محافظة إدلب قبل شهور، فيما يسعى النظام السوري إلى استعادة أكبر مساحة من أراضي البلاد بسهولة وسرعة.
ولكي يحدث ذلك، يجب على روسيا والنظام السوري منح تركيا الإذن باستخدام المجال الجوي السوري، كما فعلوا في الماضي بالعمليات التي قادتها تركيا ضد وحدات حماية الشعب في عفرين.
ويشير التقرير إلى أن تركيا وإيران وروسيا ستعمل مع بعضها البعض في شرقي سوريا، واصفة ذلك بـ"التعاون المعقد"، مشيرة إلى أن المخاوف من الحكم الذاتي الكردي والمصالح الاقتصادية تستدعي الحوار لا حربا جديدة، في حين أن الأكراد يعرفون أنهم لن يستطيعوا مواجهة هذه الدول كلها وبحاجة إلى اتفاق مع جهة ما.
وهناك أيضا مصالح خارج سوريا تدفع الدول الثلاث للتفاهم بشأن المرحلة التالية للوجود الأميركي، إذ تستعد موسكو لإتمام صفقة صواريخ إس- 400 مع أنقرة، كما أن لدى تركيا إعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران، وطهران بحاجة ماسة لعوائد هذه التجارة.