نشر موقع "المونيتور" الأميركي تقريراً عن السباق بين روسيا وإيران والصين على إعادة إعمار سوريا، التي تقدّر الأمم المتحدة كلفتها بـ250 مليار دولار أميركي.
وانطلق الموقع من اللقاء الذي جمع وزير النقل السوري، علي حمود، بالسفير الصيني لدى دمشق، تشي كيانجين، لافتاً إلى أنّ حمود شدّد آنذاك على أهمية إشراك بلاده في مبادرة "حزام واحد- طريق واحد" الصينية.
كما تحدّث الموقع عن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران حيث التقى بالمرشد الأعلى، علي خامنئي، والرئيس الإيراني، حسن روحاني، مبيناً أنّ اللقاءات جاءت في ضوء زيارات الوفود التجارية الإيرانية والسورية المتبادلة.
على مستوى روسيا، نقل الموقع عن موقع "Asia Times" قوله إنّ موسكو تنوي البقاء في سوريا باعتبارها القوة العسكرية الأجنبية الوحيدة على طول ساحل المتوسط، نظراً إلى قاعدتها الجوية في حميميم في اللاذقية وفي ظل الأنباء عن نية موسكو استئجار ميناء طرطوس.
وفي هذا الصدد، حذّر الموقع من أنّ الإيرانيين "وضعوا عينهم" على الساحل أيضاً، شارحاً بأنّهم أبرموا عقد إيجار جزئي لميناء اللاذقية منذ تشرين الأول الفائت. في المقابل، لفت الموقع إلى أنّ موسكو تبدي قلقاً إزاء الوجود الإيراني في اللاذقية، إذ تخشى إصابة قواتها في حال هاجمت إسرائيل أو الولايات المتحدة المجموعات المدعومة إيرانياً.
من جهته، ربط الخبير في الشأن السوري، جوشوا لانديس، الوجود الإيراني بميناء اللاذقية بالصين، قائلاً: "يريد الجميع إنشاء خط حرير هذه الأيام، وتعد الموانئ نقطة انطلاق جيدة"، في تلميح إلى "حلم إيران ببيع النفط والغاز لأوروبا عبر العراق وسوريا".
وفي حين تتنافس موسكو وطهران على عقود إعادة الإعمار تعويضاً عن مشاركتهما العسكرية إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب تحليل الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، سنان حتاحت، رأى الموقع أنّ الصين بدأت العمل لجني منافع اقتصادية من سوريا منذ نحو 20 عاماً.
وأوضح الموقع أنّ الصينيين عملوا على بناء علاقات مؤثرة مع المؤسسات الحكومية السورية وشركات القطاع العام منذ انطلاق الألفية، قائلاً إنّهم يرون سوريا مدخلاً للأسواق اللبنانية والعراقية. ولفت الموقع إلى أنّ الصين ركزت في جهودها على مشاريع من أجل التعاون الثنائي في قطاعي النفط والغاز والكهرباء، ملمحاً إلى أنّ مكانة بكين مدعومة بإمكانات مالية وصناعية أكبر بكثير، بالمقارنة مع طهران أو موسكو.
ماذا عن نقاط الضعف؟
في ما يتعلق بطهران، كشف الموقع أنّ محاولاتها الاضطلاع بدور مهيمن في سوريا تزامناً مع اعتبارها مساعدتها الاقتصادية لسوريا بمثابة استثمار طويل الأمد وليس كأعمال خيرية، أدت إلى انقسام بين النخب السياسية والعسكرية ورجال الأعمال السوريين.
أمّا موسكو، فكشف الموقع أنّ رجال الأعمال الروس واجهوا تحديات على مستوى تمويل مشاريعها في سوريا، نظراً إلى العقوبات المفروضة عليها وعلى سوريا.
في ما يختص بالصين، تحدّث الموقع عن غياب فصائل موالية لها في الجيش السوري، مضيفاً أيضاً أنّ المصارف الصينية تبدو مترددة لجهة تمويل إعادة إعمار سوريا بشكل مباشر خوفاً من العقوبات الأميركية.
ختاماً، حذّر الموقع من أنّ الصين تخاطر بخسارة الاستثمارات الكبرى في حال تنحى الأسد وعاد حلفاء سوريا التقليديون مثل اليابان وكوريا ودول الاتحاد الأوروبي إلى التعامل معها.