نشر موقع "المونيتور" مقالاً للكاتب إيغور متفيف، أشار فيه إلى السعي الروسي لتعزيز التجارة والأعمال في المنطقة، لا سيما في سوريا، من أجل تعزيز نفوذ موسكو والتفوق على إيران.
وأوضح الكاتب أنّ الزيارة التي قام بها نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف إلى دمشق مؤخرًا للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، أثارت الكثير من التساؤلات حول دور روسيا التجاري في المستقبل وما إذا كانت تتحدى هيمنة إيران، لا سيما وأنّ بوريسوف يرأس الوفد الروسي في اللجنة الروسية السورية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني.
وتوقّف الكاتب للحديث عن الإتفاقية التي استأجرت بموجبها روسيا طرطوس السوري لمدة 49 عامًا، ولفت الى أنّ سوريا تواجه أسوأ أزمة وقود منذ عام 2011 نتيجة للعقوبات الأميركية، ولذلك تسعى إلى تنويع إمدادات النفط التي كان تقدّمها طهران.
ووفقًا لآخر البيانات التي جمعها الكاتب من موقع التجارة الخارجية الروسية، وبناءً على معلومات من مصلحة الجمارك الروسية في العام 2018، بلغ إجمالي التجارة الروسية مع سوريا 401.5 مليون دولار، بزيادة 42% عن العام 2017.
وتشمل المبادلات التجارية بين روسيا وسوريا، صادرات من روسيا بقيمة 397 مليون دولار (بزيادة 42% عن عام 2017) والواردات من سوريا بقيمة تزيد عن 4.2 مليون دولار (بزيادة 45.6 %)، بحسب الكاتب الذي أضاف أنّ عام 2018، صنفت سوريا في المرتبة 87 بين الشركاء التجاريين لروسيا، وبذلك ارتفع التصنيف إذ كان 92 في العام 2017. وفي عام 2018 أيضًا، كانت صادرات روسيا الرئيسية إلى سوريا على الشكل التالي: 23% منتجات خشبية (16 ٪ في عام 2017)، 14% من المواد الغذائية والزراعية (35% في عام 2017)، 9% من الآلات والمركبات (5% في العام 2017)، 8,5% من المنتجات الكيميائية (10.5% في العام 2017)، إضافةً الى الزيوت والحبوب والمعدات الكهربائية والتبغ.
كما أعلنت كل من دمشق وموسكو عن رفع مستويات التعاون الاقتصادي والتنسيق العسكري والحوار السياسي. كذلك فقد وقع البلدان في تشرين الأول 2014 اتفاقية للتعاون وتقديم المساعدات الإدارية في المسائل الجمركية. وفي عام 2017، وقّع الجانبان اتفاقين إضافيين لإنشاء "ممر أخضر" يهدف الى تسريع الإجراءات الجمركية. كذلك ففي العام 2015، افتتحت شركة Adyg-Yurak الروسية مشروعًا في اللاذقية يُطلق عليه "قرية التصدير الروسية"، وتوفر هذه الشركة الفواكه والخضروات عبر استخدام خط شحن مباشر بين اللاذقية وميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود. وتعمل روسيا الآن على تعزيز العلاقة بين سوريا وجزر القرم، وكان الرئيس السوري قد أبدى رغبة بالسفر وزيارة جزر القرم، في حال سمحت الظروف له.
وكشف الكاتب أنّ بيلاروسيا أو "روسيا البيضاء" قد تصبح منافسًا لتجارة روسيا الخاصة مع سوريا، إذ بلغت قيمة صادراتها إلى سوريا 6.3 مليون دولار في العام 2017. ووفقًا لغرفة التجارة والصناعة البيلاروسية، فقد وصلت التجارة الإجماليّة مع سوريا إلى 50 مليون دولار في العام 2018. في الوقت نفسه، تسعى شركة في روسيا البيضاء تعمل في بيع الشاحنات الثقيلة والجرارات الزراعية على فتح سوق لها في لبنان، كي تبيع آليتها، وذلك بالتعاون مع شركة سورية.