بعد مرور 4 أعوام على تدخّل موسكو العسكري في سوريا، نشر موقع "موسكو تايمز" تقريراً للمحلل الروسي رسلان ماميدوف نفى فيه أن تكون سوريا تمثّل أولوية للسياسة الخارجية الروسية العامة، متسائلاً عن إمكانية الاستغناء عن الرئيس بشار الأسد.
وأوضح ماميدوف أنّ روسيا تحاول اليوم تغيير سياساتها بتحوّلها من مقاربة مبنية على التهديدات إلى أخرى مبنية على الفرص، وهي مرتبطة أكثر بجني المكاسب الاقتصادية واستثمار المسار السياسي والتوسع خارج سوريا في ما يتعلق بالمسائل الاقتصادية، بحسب ما كتب. واعتبر المحلل أنّ هذا السبب هو وراء استخدام روسيا نفوذها إقليمياً من أجل بناء علاقات براغماتية أفضل مع دول المنطقة وخلق شروط أفضل للتوسّع اقتصادياً فيها.
وفي هذا السياق، تطرّق ماميدوف إلى التنافس الإسرائيلي-الإيراني في سوريا، مشيراً إلى أنّ روسيا تعترف بمصالح "إسرائيل" وإيران في المنطقة. ونظراً إلى حاجة إيران وإسرائيل إلى الانخراط في المنطقة بطريقة ما، وإلى كون روسيا لاعبة خارجية أجنبية تحاول الحفاظ على علاقتها معهما، لفت ماميدوف إلى أنّ روسيا لا تحاول التوسط بينهما حتى، بل جعلهما يخفضان تصعيدهما في المنطقة وخارجها.
عن إمكانية الاستغناء عن الأسد، قال ماميدوف إنّ مقاربة روسيا إزاء سوريا تتمحور بشكل أساسي حول العلاقات الروسية-السورية الثنائية، لافتاً إلى أنّها تعود إلى عقود عدة ماضية. وشرح ماميدوف بأنّها بدأت مع إبرام الاتحاد السوفيتي علاقات جيدة مع سوريا، مضيفاً بأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن منذ بداية تدخل بلاده في سوريا في العام 2015 أنّ بلاده موجودة لدعم مؤسسات الدول السورية. وتابع ماميدوف: "بالمبدأ، مثّلت هذه المقاربة الأساسية منذ البداية، والآن، نرى أنّ روسيا تبذل ما بوسعها لتعزيز مؤسسات الدولة هذه".
وعليه، رأى ماميدوف أنّ المسألة لا تتعلق بالأسد بصفته قائداً أو ما شابه، مضيفاً بأنّه "الرئيس وهو الرئيس المنتخب بالنسبة إلى الخطاب الروسي الرسمي". واستدرك ماميدوف قائلاً: "بالإضافة إلى ذلك، ثمة وجهة نظر تقول بأنّ الوضع سيستمر على هذه الحال في المستقبل".
وخلص ماميدوف بالقول: "إذن، تتعلق المسألة في المقام الأول بالعلاقات بين دولة وأخرى، وليس بالزبائنية".