في ظل تسابق الشركات المصنعة على إنتاج لقاح فعّال ضد كورونا، وبعدما أعلنت غالبية الدول استعدادها تأمين ما يكفي من اللقاحات لمواطنيها، سارعت بريطانيا إلى إبلاغ مستشفياتها إنها ستستلم دفعات من لقاح "فايزر وبايونتيك" في أقل من عشرة أيام.
وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" السبب وراء إعطاء بريطانيا الضوء الأخضر للقاح قبل الولايات المتحدة، قائلةً إنّ المنظمين الأميركيين لا يقبلون بالنتائج التي توصلت إليها الشركات المصنعة فقط، بل يعيدون تحليل البيانات الأولية للتجارب من أجل التحقق من صحتها.
بدوره، قال مفوض إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ستيفن هان، إنّ "الإدارة الصحية هي واحدة من الوكالات التنظيمية القليلة في العالم التي تدقق في البيانات الأولية".
وحددت إدارة الدواء الأميركية 10 كانون الاول موعداً لعقد اجتماع لجنة خبراء مستقلة لمراجعة لقاح "فايزر وبايونتيك"، في وقت يسعى المنظمون البريطانيون للحصول على آراء من لجنة متخصصة أيضاً، لكنهم يستطيعون التحرك قبل صدور نتائج اللجنة.
وقدمت بريطانيا طلبات مسبقة للحصول على 40 مليون جرعة من لقاح فايزر ولكن من المتوقع أن يتم إعطاء معظمها العام المقبل، إذ سيتم شحن 800 ألف جرعة إلى بريطانيا فقط في الأيام المقبلة.
وأجازت بريطانيا لقاح فايزر-بيونتيك للوقاية من كوفيد-19، لتسبق بذلك بقية دول العالم في بدء أكبر حملة تطعيم شاملة في التاريخ بلقاح خضع للاختبار في تجارب سريرية واسعة النطاق.
وأشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بموافقة هيئة تنظيم الأدوية في بلاده على اللقاح بوصفها انتصارا عالميا وبارقة أمل وسط جائحة فيروس كورونا، لكنه أقر بالتحديات اللوجيستية التي ينطوي عليها تطعيم سكان بلد يبلغ عددهم نحو 67 مليون نسمة.
كانت الوكالة المستقلة لتنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية قد وافقت على الاستخدام الطارئ للقاح فايزر-بيونتيك الذي تقول إنه يمكنه الوقاية من المرض بنسبة 95 في المئة. وصدر القرار بعد 23 يوما فقط على نشر فايزر أولى بيانات تجربتها السريرية في المرحلة الأخيرة