Advertisement

عربي-دولي

باكستان تبتعد عن السعودية.. حلف جديد مع تركيا يبصر النور

ترجمة فاطمة معطي Fatima Mohti

|
Lebanon 24
28-12-2020 | 05:00
A-
A+
Doc-P-778887-637447523385611530.jpg
Doc-P-778887-637447523385611530.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

تحت عنوان "باكستان والسعودية لم تعودا صديقتيْن عزيزتيْن"، حذر موقع "ذا ديبلومات" من تبدّل في خارطة التحالفات في منطقة الخليج، مبيناً أنّ إسلام آباد تلتفت نحو إيران وماليزيا وتركيا، وتبتعد عن الرياض.
Advertisement

في تقريره، انطلق الموقع من قرار باكستان إعادة مليار دولار كدفعة ثانية من قرض تبلغ قيمته 3 مليارات دولار، كانت الرياض منحته للبلاد في العام 2018، لافتاً إلى أنّه يتردد أنّه يتعيّن على إسلام آباد سداد مبلغ المليار دولار المتبقي الشهر المقبل. ونظراً إلى سجل العلاقات الودية الطويل بين باكستان والسعودية، اعتبر الموقع أن إرجاع قرض كبير مماثل في ظل جائحة وأزمة اقتصادية تعيشها باكستان يدل إلى "أزمة خطيرة" في العلاقة بين البلديْن.

وفي هذا الإطار، علّق الموقع: "من شأن تحالف ناشئ حديثاً في العالم الإسلامي أن يوضح سبب مطالبة السعودية المحتملة باكستان بسداد القرض"، مضيفاً: "ويدلّ التزام باكستان الصامت في هذا الصدد إلى أنّ إسلام آباد قد لا تكون مستعدة لتوسل المزيد من الوقت عبر تقديم تنازلات قد تضر بسياستها الخارجية الجديدة".

في قراءته، قال الموقع إنّ باكستان تبذل جهوداً منذ فترة للانضمام إلى التحالف التركي-الماليزي-الإيراني في العالم الإسلامي، وهو التحالف الذي تعتبره السعودية تحدياً لقيادتها العالم الإسلامي. في ما يتعلق بالأسباب الأساسية المحتملة وراء قرار باكستان سلوك الطريق الصعب، أبرزَ الموقع موقف الرياض القديم المتجاهل مصالح إسلام آباد الأمنية القومية الأساسية في المنتديات التي تمثِّل السعودية باعتبارها مهيمنة على العالم الإسلامي. ولفت الموقع إلى أنّ تدهور العلاقات الثنائية ظهر للعلن عندما انسحبت باكستان من قمة كوالالمبور في ماليزيا العام الفائت تحت ضغط السعودية. وبحسب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هددت السعودية باكستان بعقوبات اقتصادية، في حال حضر رئيس الوزراء عمران خان الاجتماع؛ علماً أنّ "منظمة التعاون الإسلامي" انتقدت القمة المذكورة قائلةً إنّه من شأن اجتماعات مماثلة أن تضعف العالم الإسلامي.

وعلى الرغم من عدم مشاركة باكستان في القمة، عززت إسلام آباد جهودها لتوطيد علاقاتها مع تكتل تركيا-إيران-ماليزيا، بحسب الموقع، الذي تناول في هذا الصدد تبدّل "ديناميكيات القوة الناعمة". فمؤخراً، أوصى خان ببث الدراما التركية "يونس إيمره: قصة عشق" على التلفزيون الحكومي الرسمي من أجل التوعية على الصوفية، علماً أنّ مسلسلاً آخر بعنوان "القيامة" يُعرض منذ أكثر من عام في باكستان ويحقق نسب مشاهدة عالية. إلى ذلك، ذكّر الموقع بإعراب باكستان عن معارضتها العقوبات الأميركية على تركيا، على خلفية شرائها منظومة الـS-400 الروسية، مشيراً إلى أنّ تركيا وقعت في العام 208 اتفاقاً مع باكستان لبيعها 30 مروحية مهاجمة من طراز "T-129". الموقع الذي نقل عن الحكومة التركية إعلانها أنّ العقوبات الأميركية لن تؤثر على صفقة المروحيات، اعتبر أنّ هذا الموقف يشكّل دليلاً إلى "الود المتنامي بين البلديْن".

على مستوى إيران، أكّد الموقع أنّ العلاقات بين البلديْن بدأت تتعزز قبل سنوات، لافتاً إلى أنّها افتتحا مطلع الشهر الحالي معبراً حدودياً جديداً "رمدان-جبد". وفي تعليقه، لفت الموقع إلى أنّ فتح المعبر يأتي في ظل تنامي التوترات بين باكستان والسعودية، مرجحاً أن يعزز علاقات الأعمال والتجارة بين البلديْن. وفي حين ذكّر الموقع بتصريح السفير الإيراني إلى باكستان سيد محمد علي حسيني فتح المعبر بأنّه "يوم تاريخي"، أوضح أنّ باكستان وإيران أعلنا عن قرارهما بتشكيل قوة رد سريع مشتركة لقتال المجموعات المسلحة على طول حدودهما. وفي ظل التقارير عن انضمام إيران إلى مبادرة "الحزام والطريق" بموجب اتفاق بقيمة 400 مليار دولار، توقّع الموقع أن تتوطد العلاقات بين البلديْن، مع توسع المبادرة الصينية لتطال باكستان وتتخطى حدودها عبر الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC).

على صعيد ماليزيا، لفت الموقع إلى أنّ شركة "Proton" الوطنية لصناعة السيارات شيّدت مصنع تجميع في باكستان، وعمدت مؤخراً إلى إطلاق مركبة رياضية في البلاد. وبحسب الموقع، فإنّ الشركة تسعى إلى بيع 400 ألف سيارة في باكستان بحلول عام 2027 وستخلق 2000 وظيفة محلية مباشرة في سنوات عملها الثلاثة الأولى.

بناء على هذه المعطيات، حذّر الموقع من تأثير هذه التطورات على نفوذ السعودية ومصالحها في باكستان. الموقع الذي تطرّق إلى الحيَل المحتمل أن تلجأ إليها الرياض وحلفاؤها في الخليج، مثل قطع التحويلات المالية عن باكستان، اعتبر أنّ النقاش حول مدى قدرة السعودية على إبعاد باكستان عنها ومدى قدرتها على التنمر عليها يمثل نقاشاً مفتوحاً. إلاّ أنّ الموقع عاد وكتب: "تمثّل هذه المرة الأولى ربما التي ترفض فيها إسلام آباد فعلاً الرضوخ للسعوديين، وتمضي قدماً برؤيتها لبناء تحالف جديد في العالم الإسلامي".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك