يستشعر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الخطر الذي يهدد نظامه بشكل كبير، خصوصاً أن الأزمات المتلاحقة تضرب بلاده بشكل كبير. وفي الكثير من المحطات، شدّد جونغ أون على أهمية الترسانة النووية التي تمتلكها بلاده، وكأنها الملاذ الأخير لبقاء نظامه الذي رافقته الكثير من الهزائم في الجبهة الداخلية.
وبحسب المعطيات، فإنّ كوريا الشمالية تملك ترسانة نووية ضخمة، إذ تشير تقارير الجيش الأمريكي إلى أن بيونغ يانغ قد تمتلك 20 إلى 60 قنبلة نووية، ولديها القدرة على إنتاج 5 قنابل نووية سنوياً، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
ومع كل هذا، فإنّ كوريا لا ترى في نفسها قوية إلا بالسلاح النووي، خصوصاً ان اقتصادها يشهد تراجعاً بارزاً، كما أن تجارتها شهدت تدهوراً كبيراً وهي على شفا الانهيار.
ونظراً للتهديد الذي تشكله كوريا الشمالية على النظام العالمي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الإثنين، أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تدرس فرض عقوبات جديدة على كوريا.
وأوضح بلينكن أن الأدوات التي تهدف إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية تشمل عقوبات إضافية بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الحوافز الدبلوماسية التي لم يحددها.
وكان القائم بالأعمال السابق في سفارة كوريا الشمالية لدى الكويت ريو هيون وو قال أنّ "بلاده لن تتخلى عن أسلحتها النووية"، مشيراً إلى أنّ الترسانة النووية لكوريا الشمالية مرتبطة بنحو مباشر باستقرار النظام هناك، كما أن الزعيم كيم جونغ أون يعتقد أن الأسلحة النووية هي مفتاح بقائه.
وكان هيون وو قد انشق عن كوريا الشمالية وانتقل إلى نظيرتها الجنوبية وذلك في سبتمبر من العام 2019. وفي حديث له عبر شبكة "CNN" الأمريكية، اعتبر هيون وو أنّ "كوريا الشمالية قد ترغب في التفاوض على تقليل حجم أسلحته النووية، ولكن على الأرجح لن تتخلى أبداً عن كامل ترسانتها النووية".
ووفقاً للدبلوماسي الكوري المنشق، فإنّ "الحكومات الأمريكية السابقة حاصرت نفسها في زاوية، لتصميمها على نزع السلاح النووي قبل أي مفاوضات مع الدولة الشمالية"، وأضاف: "الولايات المتحدة لا يمكنها التراجع عن نزع السلاح النووي ولا يمكن لكيم جونغ أون نزع السلاح النووي".