لقي 24 شخصاً على الأقل حتفهم الاثنين في معمل "سري" للنسيج تسربت إليه مياه الأمطار في مدينة طنجة بشمال المغرب، على ما أفادت وكالة الأنباء المغربية مشيرة إلى استمرار عمليات البحث لانقاذ محاصرين محتملين.
ونقلت الوكالة عن السلطات المحلية بطنجة أن تدخل فرق الإنقاذ أسفر عن انتشال جثث 24 شخصا وإغاثة 10 آخرين، بينما يستمر البحث للوصول إلى بقية الأشخاص المحاصرين وانقاذهم.
وأوضح المصدر نفسه "عرفت وحدة صناعية سرية للنسيج كائنة بمرآب تحت أرضي بفيلا سكنية صباح اليوم الإثنين، تسربا لمياه الأمطار، مما تسبب في محاصرة عدد من الأشخاص كانوا يعملون بداخلها".
من جهته نقل صحافي في موقع الحادث عن مصدر في السلطات المحلية أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 25 شخصا، بينهم 17 امرأة و8 رجال تراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما.
وعلت الصدمة والترقب وجوه أقارب عمال كانوا داخل القبو وقت الحادث وشهود عيان تجمعوا في محيط الفيلا حيث وقعت الفاجعة، بحسب مقاطع فيديو لوكالة فرانس برس.
واستطاع بعض الناجين تفادي الغرق بمساعدة أفراد من سكان الحي، بحسب شهادة أحدهم. ونقل الناجون إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية.
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن احتمال حصول احتكاك كهربائي أودى بالضحايا، من دون أن تؤكد السلطات هذه الأنباء حتى الآن.
في الأثناء أثار وصف المعمل "بالسري" ردود أفعال مستغربة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتساؤلات حول كيف يعقل أن يظل المعمل سريا بدون علم السلطات في حي سكني.
وكانت السلطات أعلنت فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة للكشف عن ظروف وحيثيات هذا الحادث، وتحديد المسؤوليات.
تعد معامل النسيج غير القانونية واحدا من الأنشطة الكثيرة التي تشكل ما يعرف في المغرب ب"الاقتصاد غير المهيكل"، والتي تتم بدون تراخيص من السلطات مستفيدة من عدم دفع الضرائب وحقوق العاملين.
وقدرت دراسة لنقابة رجال الأعمال (اتحاد مقاولات المغرب) العام 2018 أن حوالى 54 بالمئة من منتجات قطاع النسيج والجلد في المملكة "لا تحترم المعايير القانونية".
إجمالا، يمثل الاقتصاد غير المنظم نحو 30 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي في المملكة وفق دراسة للمصرف المركزي (بنك المغرب) مطلع كانون الثاني.
وقبل بضعة أسابيع تسببت أمطار غزيرة بفيضانات في شوارع رئيسية بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء (غرب)، مثيرة انتقادات وتساؤلات حول جودة وصيانة البنيات التحتية.
وأسفرت تلك الفيضانات عن مصرع اربعة اشخاص على الأقل إثر انهيار بيوت كانت آيلة للسقوط، بحسب وسائل إعلام محلية.
وتعد الفيضانات "الخطر الرئيسي في المغرب من حيث عدد الضحايا"، بحسب تقرير للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية (رسمي) في 2016 حول التحولات المناخية.
وفي أيلول 2019 قضى 24 شخصا إثر انقلاب حافلة مسافرين جراء السيول، بينما قتل سبعة آخرون في الفترة نفسها إثر فيضان أتى على ملعب عشوائي لكرة القدم أقيم في مجرى واد.
وقضى نحو 50 شخصا في فيضانات ضربت جنوب البلاد العام 2014 وأسفرت عن خسائر مادية.