تواصل مكاتب حماية الطفل في النزاعات المسلحة في سوريا، إعادة القاصرين إلى ذويهم، بهدف منع عسكرة الأطفال وتجنيبهم خوض غمار الحروب.
وسلم مكتب حماية الطفل في النزاعات المسلحة في كوباني (عين العرب)، هذا الأسبوع، طفلا قاصرا كان قد التحق بصفوف قوات سوريا الديمقراطية.
وأفاد فتحي شيخ خضر، الرئيس المشترك لمكتب حماية الطفل في كوباني، بتسليم محمد فرج البالغ 17 عاما لذويه بالتنسيق مع المجلس العسكري في مدينة كوباني.
وتحدث شيخ خضر لـ"سكاي نيوز عربية" بالقول إن مكتبهم في كوباني قد أعاد 12 طفلاً من الجنسين إلى عوائلهم، ليصبح عدد الأطفال المعادين لذويهم من قبل مكاتب حماية الطفل في النزاعات في عموم الشمال السوري 40 قاصرا.
وتطبيقا للاتفاقية الأممية المبرمة بين قوات سوريا الديمقراطية والأمم المتحدة لحماية الطفولة، والتزام الأخيرة بموجب اتفاق رفض تجنيد القاصرين من الجنسين ضمن صفوفها العسكرية، استحدثت مكاتب لحماية الطفل في النزاعات المسلحة في جميع مدن شمال شرقي سوريا لمنع عسكرة الأطفال وتجنبهم خوض غمار الحروب.
وخلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة الحسكة قبل أسبوعين، أعاد ممثلو الرئاسة المشتركة لمكتب حماية الطفل وهما، مروة العبدالله، وخالد الجبر، ستة أطفال قاصرين لذويهم بالتنسيق مع لجنة من قوات سوريا الديمقراطية.
وأكد خالد الجبر، خلال المؤتمر، أنه يجري استبعاد الراغبين في القتال دون السن القانونية عن صفوف قوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى أنهم يساعدون الأطفال في العودة إلى مدارسهم وحياتهم الطبيعية ومتابعة أوضاعهم.
ويتحدر الأطفال الستة من مختلف مدن وبلدات الشمال السوري وتراوحت أعمارهم بين 14-16 عاماً.
كيف تتم العملية؟
وسلم مكتب حماية الطفل في مدينة الحسكة 16 طفلاً لعوائلهم منذ تأسيس المكتب في أكتوبر الماضي.
وقال خالد الجبر لـ"سكاي نيوز عربية إن "عدد الأطفال الذين استلمتهم مكاتب حماية الطفل بلغ 40 طفلا من الجنسين بينهم طفل واحد من دير-الزور وطفلة نازحة من عفرين مقيمة في الحسكة".
وحول آلية التنسيق مع "قسد"، قال جبر: "أهالي الأطفال يقدمون الأوراق الثبوتية لمكاتبنا ونحن بدورنا نرفع أسماء الأطفال مع بياناتهم العائلية المرفقة بأعمارهم لمكتب قسد وهم يسلموننا الأطفال، قبل أن نقوم بإعادتهم لمنازلهم".
وحول أسباب رغبة الأطفال اللحاق بقوات سوريا الديمقراطية، ذكر والد الطفل "يامن جميل" الذي تسلم ابنه قبل شهرين لـ"سكاي نيوز عربية" أن المشاكل العائلية هي السبب الرئيسي الذي يدفع الأطفال اللحاق بركب العسكرة.
وقال: "خلاف بيني وبين ابني نشب لأنني رفضت مرافقته لأصدقاء السوء وردة فعله كانت بالفرار من المنزل والالتحاق بأقرب نقطة عسكرية لقسد".
وأضاف: "لم نكن نعلم أنه التحق بقسد لأيام وحين فقدنا الأمل بعودته رفعت طلب البحث عنه لدى مكتب حماية الطفل وهو من تابع الموضوع بعد أن رفعنا لهم الأوراق الثبوتية ومنها نسخة من دفتر العائلة، وبعد استكمال الإجراءات أعادوا لي ولدي".
ورشات مكافحة عمالة الطفل
وأطلق مكتب حماية الطفل مجموعة ورشات عمل خاصة بمكافحة ظاهرة عمالة الطفل وطرح الحلول الجذرية لمكافحتها.
وأكد مرهف العبدالله، الرئيس المشترك لمكتب حماية الطفل في شمال سوريا، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية": "استمرار هذه الورشات لضمان الخروج بمقترحات وحلول وتعاميم من شأنها معالجة ظاهرة عمالة الأطفال ومنع انضمامهم للقتال قبل بلوغهم السن القانونية 18 عاماً، و اعتماد الحلول المطروحة في مخرجات الورشات كخطط رسمية من أجل مواجهة هذه الظاهرة بعد رفعها لرئاسة المجلس التنفيذي للإقرار بها واعتمادها ضمن الخطط المستقبلية".
اليونسيف يدعو لحماية الطفل
هذا وحذرت منظمة اليونسيف المعنية بشؤون الطفولة من استغلال الأطفال خلال الحروب. وقالت في تقرير لها: "العديد من الأطفال يتعرضون لأشكال مختلفة من العنف والاستغلال والإيذاء، بما في ذلك الاعتداء والاستغلال الجنسي والعنف المسلح والإتجار بالأطفال وعمالة الأطفال والعنف القائم على نوع الجنس والترهيب".
وذكرت أن العنف والاستغلال والإيذاء يمكن أن يؤثر على صحة الأطفال الجسدية والنفسية على المدى القصير والطويل، مما يضعف بحسب تقريرها، قدرتهم على التعلم والاندماج في المجتمع، ويؤثر على انتقالهم إلى مرحلة البلوغ مع آثار سلبية لاحقاً في الحياة.
ويهدف مكتب حماية الطفل في النزاعات المسلحة، والذي يعد الجهة الرسمية المسؤولة عن حماية ورعاية الأطفال في مناطق شمال سوريا، إلى إدارة وتنفيذ كافة البرامج المتعلقة بالطفولة، وحماية الأطفال ورعايتهم وفق المعايير الدولية.