في موقف يؤكد عمق الخلافات الأميركية الداخلية حول إحياء الاتفاق النووي، كتب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون المعروف بانتمائه إلى "الصقور" مقالة رأي شدّد فيها على ضرورة تخلي الرئيس الأميركي جو بايدن عن الاتفاق مستنداً إلى تسريبات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
في
مقالته المنشورة في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، سلّط بولتون- مؤلف كتاب "الغرفة التي شهدت الأحداث"- الضوء على التبادلات بين ظريف ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري حول الضربات الإسرائيلية في سوريا، وحديث وزير الخارجية الإيراني حول دور قائد فيلق القدس السابق الراحل الجنرال قاسم سليماني الواسع في السياسة الخارجية. كما ذكّر بولتون باستقالة ظريف في العام 2019 على خلفية عدم إبلاغه بزيارة قام بها الرئيس السوري بشار الأسد في شباط ذاك العام.
وفي تحليله للتسريبات، قال بولتون إنّ "اعترافات ظريف تظهر أسباب وجوب تخلي الرئيس بايدن عن حلمه في العودة إلى اتفاق العام 2015 النووي"، مضيفاً: "لا تتعلق المسألة في إيران بالمفاوضين ولا بما يقولونه. بل تتعلق إلى حدّ كبير بالحرس الثوري الإيراني الذي يسيطر على الأسلحة النووية وبرامج الصواريخ الباليستية ويقود الأنشطة العسكرية التقليدية في الخارج ويجمع الإرهابيين حول العالم".
وتعليقاً على قول ظريف إنّ كيري أبلغه بأن إسرائيل هاجمت المصالح الإيرانية في سوريا 200 مرة على الأقل، قال بولتون: "إذا كانت إسرائيل تضرب الوحدات الإيرانية ووحدات القوات المتحالفة معها في سوريا، فهذا ليس سراً بالنسبة إلى فيلق القدس. الخبر الأساسي هو أنّ المسألة كانت سراً (مخفياً) على وزير الخارجية الإيراني، ويُرجح أن يكون الأمر كذلك أيضاً بالنسبة إلى مرؤوسيه المسؤولين عن الديبلوماسية النووية".
وكتب بولتون: "الحل الجاهز بالنسبة إلى الاستبداديين ينطوي ببساطة على إخفاء حقائق أساسية عن الديبلوماسيين الذين يخوضون مفاوضات".
وفي موقف لافت بالنسبة إلى مسؤول أميركي مخضرم، كشف بولتون أنّ غياب التنسيق بين المسؤولين ينسحب على الولايات المتحدة، إذ كتب: "حتى في واشنطن، يكاد التعاون السلس بين وزاتي الدفاع والخارجية أن يكون غائباً".
وتابع بولتون: "في طهران، لسنا أمام حكومة يُعتبر التعاون معا وفقاً لقاعدة "ثق لكن تحقق" منطقياً. فليس لدينا أساس "للثقة" في المقام الأول، ناهيك عن الثقة بقدرة إجراءات التحقق على كشف الانتهاكات وأعمال التستر (على الأنشطة النووية) الإيرانية"، وذلك في انتقاد صريح للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعليه، خلص بولتون إلى أنّ تسريبات ظريف تكشف الكثير عن "كذب طهران الديبلوماسي"، متأسفاً لمواصلة إدارة بايدن العمل مع إيران لإحياء الاتفاق النووي.