وقال رامديف إن عشرات الآلاف قد توفوا جراء "كورونا" بعدما تلقوا علاجات طبية حديثة، كما سخر من المرضى المصابين بالوباء بسبب محاولتهم الحصول على عبوات أوكسجين للتنفّس الصناعي. ومع هذا، وجّه رامديف انتقادات إلى الأطباء والعاملين في الخطوط الأمامية في الهند، الذين يكافحون للتعامل مع الموجة الثانية المدمرة من المرض.
وبعد انتقاد وزير الصحة الهندي له، تراجع رامديف عن تصريحاته لكنه كرر انتقاده للطب الحديث قائلاً إنه لا يوفر علاجات لبعض الأمراض.
ورغم أنّ رامديف تراجع عن تصريحاته، إلا أن ما قام به أثار الشكوك لدى الكثيرين ضد اللقاحات المضادة لوباء "كورونا". وفعلياً، فإن هذا الرجل لديه 11 مليون متابع على "فيسبوك" و 2.4 مليون على "تويتر"، وفق ما ذكر موقع "straitstimes".
وتندرج تصريحات رامديف في إطار المعلومات المضللة التي تنتشرُ بكثافة عبر منصات مثل "واتساب" في المجتمعات الريفية، ويصبح من الصعب دحضها.
ومع هذا، فإنّ الجدل الدائر حول بابا رامديف هو مجرد واحد من عدة مؤشرات لمشكلة المعلومات الخاطئة التي تعقد جهود الهند ودول أخرى في المنطقة لتطعيم الناس.
وقام العديد من المؤثرين بنشر معلومات مضللة نظراً لسهولة المشاركة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي أدى إلى إرباك الناس خصوصاً أولئك الذين يترددون بالفعل في تلقي اللقاح. أما الأمر الأكثر خطورة هو أن تلك المعلومات الخاطئة قد تثني بعض الأشخاص نهائياً عن التطعيم ضد "كورونا".
وتشكل المعلومات الخاطئة تحدياً صعباً أمام واضعي السياسات والمسؤولين الصحيين، خصوصاً في المواقع المكتظة بالسكان التي تعاني من الأمية.
ولهذا، فإنّ ما يحصل على صعيد المعلومات المضللة يشكل تهديداً لكل الجهود التي تسعى إلى تطعيم المجتمعات. وفي هذا الإطار، قالت السيدة ميليسا فليمنغ، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للاتصالات العالمية، إن هناك الآن موجة ثانية من "وباء المعلومات".
إلى ذلك، يقول سيبتاجي إيكو نوجروهو، رئيس منظمة مافيندو، وهي منظمة تكافح الأخبار الكاذبة في إندونيسيا، إن "المعلومات المضللة هي سبب رئيسي لتردد اللقاحات في البلاد".
وسلط نوجروهو الضوء على استطلاع أجرته مجموعة سيف موجاني للأبحاث والاستشارات في آذار الماضي، والذي أظهر أن 46% فقط من 1220 مستجيباً وافقوا على تلقيحهم ضد وباء كورونا. ومع هذا، فإنّ 28% من الأشخاص رفضوا ذلك، بينما قال 23% أنهم غير متأكدين.
وفي حديثه، لفت نوجروهو إلى أنّ هناك صعوبات في مكافحة المعلومات الكاذبة، وهذا يجعل حملة تطعيم الناس صعبة للغاية.
ومع هذا، فقد أنشأت إدارة التحقيقات الخاصة التايلاندية مؤخراً مركزاً للتحقيق في "الأخبار الكاذبة" وسط مخاوف من أنها ستعرقل جهود التطعيم.
وفي تايوان ، تحركت الحكومة لفرض غرامات تصل إلى 3 ملايين دولار تايواني (143000 دولار سنغافوري) الشهر الماضي على أولئك الذين ينشرون معلومات كاذبة ويسببون الذعر في أوساط الناس.