Advertisement

عربي-دولي

"منزلي تهدم 3 مرات".. يأس من إعادة إعمار غزة وسط صراع لا ينتهي

Lebanon 24
07-06-2021 | 14:30
A-
A+
Doc-P-830893-637586833364200766.jpg
Doc-P-830893-637586833364200766.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
عقب أكثر من أسبوعين على انتهاء التصعيد بين إسرائيل وبعض الفصائل الفلسطينية المسلحة، بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى قطاع غزة، ولكن العديد من سكانه باتوا يتساءلون عن جدوى إعادة الإعمار وسط صراع يبدو أنه قد يطول أمده إلى أجل غير معلوم، بحسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
Advertisement

وبدأت بالفعل الكثير من العائلات العمل على ترميم أو إعادة بناء منازلها وإصلاح محالها التجارية بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة جراء التصعيد الأخير، والذي استمر 11 يوما.

في مدينة بيت لاهيا، يرى كيان أبوصفية، أنه قد لا تكون هناك أي جدوى من إعادة ترميم منزله الذي أصابته الأضرار في 4 جولات من الصراعات التي شهدها قطاع غزة منذ العام 2008.

وقال وهو يقف أمام كومة ركام كبيرة كانت فيما ما مضى مبنى سكنيا شيده لإيواء أولاده المتزوجين: "كل ما نعمره هنا يجرى تدميره لاحقا.. خسرت في ثانية واحدة كل استثماراتي وأموالي التي وضعتها في هذه العمارة لتأمين مستقبل أطفالي". 

"حقا.. لا جدوى"
وعمارة كيان هي واحدة من نحو من 2100 منزل أصبحت غير صالحة للسكن، وفقًا لمسؤولي حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007.

ويوضح أبو صفية، وهو أب لسبعة عشرة ولد وبنت، أنه قد كان جنى أمواله من العمل في الزراعة وتجارة المعدات الثقيلة داخل إسرائيل.

ولكن أدى فوز حماس في انتخابات عام 2006 والحصار الذي فرض على القطاع فيما بعد إلى توقف أعمال أبوصفية بشكل تام. 

وبعد ذلك نشبت عدة صراعات بين حماس وإسرائيل، حيث فرت عائلة كيان أبوصفية في الأيام من تلك الحرب إلى شمال القطاع تاركة منزلها في مدينة بيت حانون، ليتابع قائلا: "لقد كانت صدمة كبرى لي فقد فقدت تجارتي ثم منزلي". 

ولفت إلى أن خسائره قد بلغت قرابة نصف مليون دولار ولم يتم تعويضه قط، منوها إلى إنه لم يتبق له سوى 1300 شجرة حمضيات، فيما نفق العشرات من حيوانات مزرعته خلال التوغل البري الإسرائيلي في القطاع.  

وقبل بدء التصعيد الأخير والذي يعد الرابع منذ سيطرة حماس على القطاع، لم يرغب أبو صفية في أن تكون جميع أسرته في نفس البيت، موضحا "إذا متنا، فمن سيبقى من ذريتي.. لقد توزع أولادي بين منازل مختلفة فيما بقي معي اثنان في دار العائلة".

وكان ابنه الأكبر، يزيد، يسكن في منزل عمه رزق، على بعد بضعة أبواب من المبنى الشاهق الذي أكمله والده في عام 2019، عندما اتصل به ضابط مخابرات إسرائيلي في ليلة "وقفة العيد" ليخبرهم أن أمامهم دقيقتين لمغادرة المنطقة قبل قصفها.

ويتذكر رزق بقية جملة الضابط: "بعد دقيقتين وثانية واحدة إذا بقيتم في أماكنكم ستموتون". 

وأشار رزق إلى أن الضابط ظل معه على خط الهاتف حتى وصلوا إلى مصرف في ناصية الشارع، وذلك قبل أن تدك طائرة منزله المكون من ثلاثة طوابق وهو نفس البيت الذي اعتادت العائلة أن تلجأ إليه في جولات القتال الثلاثة السابقة. 

وقال الجيش الإسرائيلي إن مبنى أبو صفية لم يكن هدفا مباشرا للضربة ووجدت "مراجعة أولية" أن الضرر كان نتيجة لهجوم على أنفاق لحماس بالقرب من المبنى.

واتهمت إسرائيل حركة حماس، المصنفة إرهابية في أميركا، باستخدام المدنيين كدروع بشرية من خلال وضع البنية التحتية العسكرية في مناطق سكنية.

خسارة لا تعوض
وفي بيت حانون، فإن الحروب المستمرة التي يشهدها القطاع، قد فاقمت من الأوضاع الاقتصادية الصعبة لزكريا حمد، البالغ من العمر 65 عامًا، إذ خسر أولا أرضه الزراعية، وفي التصعيد الأخير جرى تدمير منزله بشكل كامل.  

وعندما اندلع القتال الأخير، لم تكن عائلة زكريا قد انتهت بعد من إعادة بناء ما دمر في الجولة التي وقعت في العام 2014، حيث كان لا يزال العمل جار على قدم وساق في تجهيز وكساء المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق.

وكانت العائلة تسكن بشكل مؤقت في الطابق العلوي بما ذلك رائد، ابن زكريا، البالغ من العمر 33 عامًا مع خمسة من بنات وأبناء أخيه.

وفي 19 أيار، أصيب المنزل بقذيفة دبابة أدت إلى إلحاق أضرار كبيرة به، ولكن الجيش الإسرائيلي أكد أن ليس لديه سجل لهجوم وقع على المنطقة في ذلك الوقت.

وأوضح أن مئات الصواريخ التي حاولت حماس إطلاقها على إسرائيل أثناء الصراع قد سقط بعضها داخل قطاع غزة، وبالتالي تسببت في إلحاق الأضرار بالعديد من المباني والمنشآت.  

وقد تحولت إحدى غرف المنزل إلى أنقاض متفحمة تناثرت فيها المراتب والملابس والبطانيات المحترقة.

يتذكر حمد أن الصوت كان يصم الآذان، ولم يستطع رؤية أي شيء من الدخان. وعندما  أدرك أن ابنه قد قتل قال: "كان قلبي يعتصر ألما".

ورائد، الذي وصفته عائلته بأنه كريم ومحبوب كان على وشك الزواج في الصيف، وكان متجر الملابس الذي يديره يوفر قسما كبيرا من احتياجات أسرته المعيشية.

ويرى حمد أنه لن يكون هناك انتهاء لدائرة العنف دون تدخل دولي حازم.

وتابع: "نحن نموت هنا في غزة.. ولكن من يأبه لنا؟ لا أحد يهتم."

الدوران في حلقة مفرغة
أما في مدينة غزة، كبرى مدن القطاع الصغير، فقد أُجبر، أحمد حسنيان، البالغ من العمر 14 عامًا، والذي ولد قبل اندلاع صراع 2008 في غزة بوقت قصير، على الفرار من منزله كما كان يحدث في كل جولة تصعيد.

ويقول والديه إن طفلها أحمد كان لا يزال رضيعا عندما فرت الأسرة من منزلها في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، إلى بيت أحد أقاربهما، حيث عاشوا على الطعام المعلب لنحو 22 يومًا.

وأعربت كوكب حسنيان، 42 سنة، عن مخاوفها من الآثار النفسية المتراكمة على أطفالها جراء الحروب التي يشهد القطاع.

وقالت إن ابنها أحمد يخبرها أن منظر الجثث التي شاهدها في الشوارع خلال أعمال القتال عام 2014 لا تزال حاضرة في ذكراته، مردفة: "دائما يسألني إن كنا سنموت".

وتحدثت كوكب كذلك عن طفل آخر يعاني من مشاكل في التبول في الفراش، وطفل ثالث باتت لدية تصرفات عدائية، مضيفة: "أخاف عليهم أكثر مني نفسي وأتظاهر أمامهم برباطة الجأش ولكننا في الحقيقة جميعا خائفون".

وكان الزوج، حافظ حسنيان قد بنى المنزل من عمله البسيط، موضحا كان يجمع الأمول من خلال بيع الخضار، "وكل ما كان يتوفر لدي قسط من المال أبني به جزءا من البيت". 

ونوه إلى أن منزله تدمر مرتين في العامين 2012 و2014، قبل أن يزيد: " في كل جولة قتال كنا نضطر إلى النزوح والفرار من الحي".

وبعد انتهاء التصعيد حصل حافظ على منحة قدرها 43 ألف دولار لإعادة بناء منزله، ولكن فرحته لم تكتمل مع اندلاع القتال في الشهر الماضي، حيث تدمر منزل أسرته للمرة الثالثة.

ويعيش حافظ حاليا مع أفراد أسرته فى أحد الفصول بمدرسة تديرها وكالة "الأونروا" ولكنها تحولت في الوقت الحالي إلى ملجأ للعديد من العائلات التي باتت بلا مأوى بعد أن خسرت منازلها.

وختم حافظ حديثه إلى "الوشنطن بوست" بالقول: "لا أحد يتحدث عن سلام طويل الأمد نحن نعيش في خوف من نشوب حرب جديدة".
المصدر: الحرة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك