أسفرت المواجهات بين قوات النظام السوري، والمقاتلين المحليين في درعا، عن مقتل نحو 32 شخصا، بينهم أطفال، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان المرصد أشار إلى أن قوات النظام عززت حواجزها العسكرية في مدينة جاسم، بالإضافة إلى تعزيزات بأسلحة ثقيلة، بينها دبابات، إلى حاجزي السهم والجابية بريف درعا، تحسبا لرد الفصائل المسلحة على قصفها على درعا البلد.
واستهدفت قوات النظام المتمركزة في تل محص، منازل المدنيين في مدينة جاسم "لحملهم على ترك منازلهم" وفق محلل سوري.
مفاوضات وضغط عسكري
في غضون ذلك، تتواصل المفاوضات بين النظام ومسلحين محليين، في محاولة لتهدئة الأوضاع في المنطقة، وإعادة تسليم أسرى النظام لدى المسلحين المعارضين.
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن المفاوضات أفضت إلى عدة اتفاقات أهمها "ترحيل 130 شخص إلى الشمال السوري، بالإضافة لبنود أخرى لم ترد معلومات عنها حتى اللحظة".
يذكر أن المسلحين المحليين سلموا أسرى قوات النظام الذين تم اعتقالهم بريف درعا الشرقي "بوساطة من اللواء الثامن الموالي لروسيا" وفق المعلومات التي نشرها المرصد على موقعه الرسمي.
وأشارت مصادر المرصد، بأن الجانب الروسي، حمّل المقاتلين المحليين مسؤولية الوضع الراهن في درعا. ويرى المحلل السياسي السوري، غسان إبراهيم، بأن "هجوم قوات النظام السوري لم يكن برغبة روسية بل بتوجيه من الحرس الثوري الإيراني".
وفي حديث لموقع "الحرة" قال إبراهيم إن النظام السوري يتحرك ضمن المدار الإيراني، وأن التحركات العسكرية الميدانية الأخيرة، تنفذها قوات الفرقة الرابعة التي يديرها، ماهر، شقيق بشار الأسد.
والفرقة الرابعة، هي وحدة من فرق جيش النظام السوري، تأسست سنة 1982 على يد رفعت الأسد، وتتمتع بتدريبات خاصة وبدعم خاص، وتضم نحو 15 ألف عنصر.
وبالحديث عن التطورات الميدانية، قال ابراهيم إن المسلحين المحليين في درعا "تقدموا" خلال الساعات الأخيرة، وكشف أن ذلك هو السبب الرئيسي وراء إصرار النظام على مواصلة القصف.
وبشأن استمرار القصف قال إبراهيم إن النظام "يرغب في فرض شروطه خلال المفاوضات الجارية بالموازاة مع المواجهات".
الدور الروسي
كشفت آخر حصيلة أعلن عنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن القصف المتواصل على درعا أوقع 32 قتيلا، بينهم طفل في درعا البلد، وامراة وطفلها، و3 أطفال آخرين.
كما أن 11 مقاتلا محليا قضوا خلال المواجهات مع قوات النظام، بينهم قيادي كان النظام يطالب بترحيله إلى الشمال السوري.
ويقول إبراهيم، إن روسيا "ليس لها وجود كبير في الجنوب السوري، وأكد أن الأحداث الأخيرة، جاءت بإيعاز من إيران التي تريد تحقيق ممرات في الجنوب الغربي في سوريا، وفق قوله.
وبينما تشهد محافظة درعا توترا أمنيا، انتشرت معلومات عن التوصل إلى صيغة "حل سلمي شامل" للوضع، برعاية روسية خلال الساعات القادمة، وهو دليل على رغبة الجانب الروسي وفق إبراهيم في إيجاد صيغة حل في "معارك لا يرغب فيها أحد" وفق قوله.
وتعتبر درعا "مهد" الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت قبل 10 أعوام ضد النظام. ورغم توقيع الفصائل المعارضة فيها اتفاق تسوية مع دمشق، برعاية روسية، إثر عملية عسكرية في العام 2018، إلا أنها تشهد بين الحين والآخر فوضى واغتيالات وهجمات.
وبدأ التصعيد في درعا نهاية يوليو المنتهي (29 يوليو 2021) مع قصف قوات النظام، درعا البلد بالصواريخ وقذائف الهاون، تمهيدا لاقتحامها بريا.
ورد مقاتلو الفصائل باستهداف حواجز ونقاط تابعة لقوات النظام في ريفي درعا الشرقي والغربي، وتمكنوا من أسر أكثر من "40 عنصرا من قوات النظام"، وهم نفسهم من شملهم الاتفاق الأخير الذي أفضى إعادتهم لقوات النظام في مسعى روسي لتهدئة الأوضاع هناك.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
(الحرة)