نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريراً عما يكشفه "انتصار" حركة "طالبان" عن منطقة الشرق الأوسط، مذكرةً بعبارة "المتغطي بالأميركان عريان" المنسوبة للرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وإذ لفتت الصحيفة إلى أنّ ردود الفعل في الشرق الأوسط تمحورت حول ما يكشفه "انتصار طالبان" عن الولايات المتحدة "بشكل أساسي"، قالت إنّ كثيرين اعتبروا أنّه يظهر تراجع مكانة الولايات المتحدة وخيانتها لحلفائها وتخليها عمن صدقوا وعودها، محذرةً من تداعيات انحسار الدور الأميركي في المنطقة.
مع اقتراب الثلاثاء في 31 آب المحدد لإتمام الانسحاب الأميركي، حذّرت "واشنطن بوست" من أنّ تراجع الدور الأميركي سيعزز التنافس الإقليمي وليس التعاون، إذ أكّدت أنّ لكل من اللاعبين الإقليميين الأساسيين المتمثلين بإيران وإسرائيل وتركيا والإمارات وقطر والسعودية خططاً لرسم المنطقة.
وفي حين استبعدت الصحيفة سيادة لاعب واحد، تحدّثت عن عجز اللاعبين الإقليميين عن التوفيق بين خططهم المتنافسة، كاتبةً: "تاريخياً، أبقت القوى الأجنبية التنافس الإقليمي تحت السيطرة واحتوت النزاعات متى ما دعت الحاجة". وتابعت الصحيفة: "اليوم، لا تبدي الولايات المتحدة ولا الصين ولا روسيا استعداداً كما لا تمتلك القدرة على لعب هذا الدور".
ونبّهت الصحيفة من أنّ أخباراً سيئة تنتظر المنطقة كيفما تمّت قراءة التطورات في أفغانستان، مشيرةً إلى أنّ الشرق الأوسط لم يكن منطقة مستقرة ذات دول فاعلة ومجتمعات تعتمد على نفسها قبل هجوم 11 أيلول. وأضافت الصحيفة بالقول إنّ هذا الوضع قد تراجع بعد عقود من الاضطرابات والتوقعات المحبطة وانحسار الدور الأميركي القيادي. وكتبت الصحيفة: "في ظل عدم إمساك أحدهم بزمام الأمور، يُرجح لمزيد من الأمور أن تسوء وليس أن تتحسن". وأضافت الصحيفة: "أبدى الرئيس (جو) بايدن حرصاً على عدم توريث خلفائه عملية فاشلة في أفغانستان"، مستدركةً: "لكنه ربما اختار (بإقدامه على خطوة الانسحاب) أن يورثهم مشكلة أكبر للتو"، في إشارة إلى خطورة مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي.
يُذكر أن الجيش الأميركي أكّد أمس أن حوالى 200 طائرة تشارك في عمليات الإجلاء من مطار كابول، مشيراً إلى أنّ القيادة ملتزمة بإتمام المهمة بحلول 31 آب "على الرغم من التحديات، لا سيما الأمنية". وكان الناطق باسم "طالبان"، سهيل شاهين، حذر، في وقت سابق الاثنين، الولايات المتحدة وحلفاءها من "عواقب" إذا أرجأت سحب قواتها.
ترجمة فاطمة معطي.