أفاد موقع "24 الإلكتروني" في تقرير حمل عنوان "حرب أميركا ضد الإرهاب..هل ألحقت الضرر بسياستها الخارجية؟" أنّه رغم مرور 20 عاماً على هجمات 11 ايلول في الولايات المتحدة وتذكر الكثيرين الذين فقدوا حياتهم في ذلك اليوم المأساوي، يظل هذا الحدث محور تحليل الباحثين، واستخلاص الدروس المستفادة، التي يتم تجاهلها أحياناً.
وتقول المحللة الأميركية ديزيري تسيبتيس، وهي محللة سياسات بصندوق "بلوشيرز"، وهو مؤسسة أمنية عالمية، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأميركية، إن هناك أمراً مؤكداً لا يمكن إغفاله وهو أن هجمات 11 ايلول ورد فعل الولايات المتحدة تجاهها غير كل شىء، و يعتبر الأميركيون هذه الهجمات في حقيقة الأمر، واحدة من أقوى الأحداث تأثيراً في تاريخ بلادهم.
وتضيف تسيبتيس أن مديرة مبادرة مستقبل إيران في المجلس الأطلنطي باربارا سلافين، وهي أحد كبار الزملاء غير المقيمين بالمجلس، ترى أن عبء بعض تأثيرات الحرب ضد الإرهاب، الأكثر عمقاً والتي يتم تجاهلها غالباً يقع على عاتق السياسية الخارجية الأميركية، بما في ذلك علاقات الولايات المتحدة مع إيران.
وفي أخر حلقات "بريس ذا بوتين"عبر البث الصوتي الرقمي استضاف توم كولينا مدير السياسات بصندوق بلوشيرز باربارا سلافين لبحث تداعيات الحرب ضد الإرهاب، وعلاقات الولايات المتحدة مع إيران وغيرهما من القضايا. وبدأ الحديث باستعراض للحرب ضد الإرهاب وكيف كان من الممكن أن تكون العلاقات أفضل كثيراً لو لم تعلن الولايات الحرب على كل جماعة إرهابية على وجه الأرض.
وقالت سلافين، التي تعمل أيضاً محاضرة للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، "إذا ما أعلنت الحرب على كل أعدائك مرة واحدة فإنك تدفعهم للتوحد فيما بينهم، وتخلق مشكلة مستحيلة بالنسبة للقائمين على وضع الاستراتيجيات... وهناك الآن إرهابيون جهاديون أكثر مما كانوا منذ 20 عاماً. وللأسف ، فإن هذا هو تعريف الفشل".
وأضافت سلافين أن خطاب جورج دبليو بوش عن محور الشر كانت له، بوجه خاص، تداعيات سلبية بالنسبة للعلاقات مع تلك الدول: كوريا الشمالية، والعراق، وإيران. وبدلاً من التركيز على طالبان أو القاعدة اعتبر خطاب بوش إيران، والعراق، وكوريا الشمالية هي الأهداف. وتقول سلافين "إننا بذلك نقول أساسا لتلك الدول (سوف ننتقم منكم)".
وتقول سلافين بحسب التقرير، "لقد كانت إيران مفيدة للولايات المتحدة أثناء عمليات غزو العراق وأفغانستان. وفي حقيقة الأمر، قدمت إيران معلومات استخباراتية أثناء غزو أفغانستان للمساعدة في الإطاحة بطالبان. كما أن الإيرانيين قدموا قدراً كبيراً للغاية من الدعم للحكومة الجديدة في أفغانستان، بما في ذلك تقديم مبالغ كبيرة من المال لها.
وحتى بعد خطاب "محور الشر" استمرت المباحثات عبر القنوات الخلفية بين الولايات المتحدة وإيران".
وفيما يتعلق بخطة العمل المشترك الشاملة المعروفة بالاتفاق النووي الإيراني، تعتقد سلافين أنه كان من الممكن التوصل لاتفاق في وقت أبكر كثيراً لو لم تكن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران لم تتضرر بصورة متكررة.
ومع إنسحاب إدارة ترامب من الاتفاق الإيراني في عام 2018، من الصعب أن يثق الإيرانيون في أن الولايات المتحدة لن تنسحب مرة أخرى. وفي الوقت الحالي تسير إدارة رئيسي التي تم انتخابها في إيران هذا العام بخطى متثاقلة، لذلك ترى سلافين أن فرص" العودة للاتفاق هي 50/50 في أفضل الأحوال".
وترى سلافين أن إيران تعلمت كيف تعيش في ظل حملة الضغط الأقصى التي تشنها الولايات المتحدة، خاصة في الوقت الحالي الذي تتلقى فيه المساعدة من الصين. وذكرت سلافين أن الصين استغلت الحرب ضد الإرهاب وقدمت يد المساعدة لإيران وكثير من الدول المجاورة لها أثناء هذا الوقت.
المصدر:
موقع 24 الإلكتروني