Advertisement

عربي-دولي

صفقة تحولت لصفعة.. هل يمتلك ماكرون أوراقاً كافية للعب؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
21-09-2021 | 05:30
A-
A+
Doc-P-866212-637678234559644254.jpg
Doc-P-866212-637678234559644254.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

تُظهر ازمة صفقة الغواصات الخاسرة مع أستراليا، بالنسبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) بات أضعف بسبب انعدام الثقة.

 
Advertisement

بحسب صحيفة " نيويورك تايمز" الأميركية، خاض ماكرون مقامرة كبيرة، فقد أصدر تعليماته لوزير خارجيته جان-ايف لودريان لاستخدام اللغة المرتبطة ارباطا وثيقا بالديبلوماسية وذلك لوصف الأفعال الأميركية: "الأكاذيب" و"التكرار" و"الوحشية" و"الازدراء".

 

ولكن يبقى السؤال في قضية صفقة الغواصات الاسترالية والتي ضاعت من يدي فرنسا: هل يمتلك ماكرون أوراقاً كافية للعب؟

 

إن  الخطوة الأميركية البريطانية السرية لبيع غواصات تعمل بالطاقة النووية إلى استراليا، وهي الخطوة التي استخدمها الاستراليون لإلغاء الصفقة الفرنسية السابقة، قد تدفع ماكرون إلى المضي قدماً. وإحدى الأفكار المتداولة في فرنسا تكمن في إخراج البلاد من هيكل القيادة العسكرية الموحدة لحلف الناتو، التي عادت وانضمت إليه في العام 2009 بعد غياب دام 43 عاماً.

 

إلا أنها، وبحسب الصحيفة، ستكون بمثابة خطوة ثورية، وذلك بصرف النظر عن وجهة نظر ماكرون التي عبر عنها في العام 2019 حين قال بأن الناتو "ميت عقلياً". ونفى مسؤولو وزارة الخارجية هذا الاحتمال.

 

حالياً، تشعر فرنسا بالإهانة ولن تنسى بسهولة ما وصفه لودريان بصفعة أميركية "لا تحتمل" على الوجه.

 

يتواجد لو دريان في نيويورك هذا الأسبوع لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن حتى الآن ما من خطط لعقد أي اجتماعات مع وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن. أما بالنسبة لماكرون، فلن يشارك في الإجتماع، على عكس رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي سيلتقي بالرئيس الأميركي جو بايدن.

 

بالنسبة لماكرون، أظهرت قضية الغواصات أن حلف الناتو قد ضعف إلى درجة انعدام الكفاءة وذلك بسبب غياب الثقة. فبدون الشفافية، وهي الصفة التي كانت غائبة في إطار هذه الصفقة، يصبح التحالف من وجهة النظر الفرنسية كلمة فارغة، لا معنى لها.

 

وبهدف مواجهة الصين الصاعدة، تركت الشراكة الأميركية - البريطانية - الاسترالية الجديدة، أو ما يعرف بـ"اوكوس"، خلفها تحالفاً قديماً بات عدوه من الماضي وهو الاتحاد السوفياتي. إذن تبدو صفقة الغواصات في غاية الأهمية لفرنسا وذلك لتحويل هذا الشراكة إلى عالم جديد مليء بالفرص محوره آسيا.

 

ورداً على ذلك، بات هدف فرنسا أن يصبح "الحكم الذاتي الاستراتيجي الاوروبي" و"السيادة الأوروبية"، على حد قول ماكرون، حقيقة واقعة.

 

وفي إشارة إلى سعي ماكرون من أجل أوروبا أقوى وأكثر استقلالية، قال أستاذ العلوم السياسية دومينيك مويزي: "إن صفقة الغواصات تعزز صحة مناشدة ماكرون. كما وهذه الصفقة عززت وحدته. نحن على حق، لكننا وحدنا".

 

وتابع قائلاً: "يمكن للمؤرخين رؤية هذه القضية كنقطة تحول. ربما باتت نهاية حلف الناتو قريبة، أو على الأقل تهميش الناتو في عالم أكثر خطورة".

 

يملك ماكرون بعض الأوراق التي ستمكنه من اللعب. فألمانيا، حذرة كفرنسا وربما أكثر، بالرغم من مصالحها الاقتصادية الهائلة مع الصين، من نهج المواجهة الأميركية بقيادة بايدن تجاه الصين.

 

وفي سياق منفصل، قال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية غابرييل أتال إن بايدن وماكرون سيتحدثان خلال الأيام القليلة المقبلة، وستساعد اللفتة الأميركية بتسهيل طريق المصالحة. وأدى تخفيف قيود السفر الأميركية على الزوار الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد فيروس كورونا، بمن فيهم  القادمون من أوروبا، إلى إزالة عنق الزجاجة الرئيسي للفرنسيين.

 

إذا يبدو أن القليل من الحب قد فُقد بين ماكرون وبايدن، هو الذي يملك ذكريات كثيرة خلال الحرب على العراق ،كما ويشعر بحزن عميق بسبب السخط الفرنسي.

 

 

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك