استشهد 8 فلسطينيين بينهم أطفال، في غارات إسرائيلية على غزة، وفي حين تحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي عن قتل أبرز قادة حركة الجهاد الإسلامي في القطاع، واصلت سرايا القدس -الجناح العسكري للحركة- إطلاق الصواريخ على أهداف إسرائيلية.
وفجر اليوم الأحد، أعلن الدفاع المدني في رفح جنوبي القطاع أن عناصره انتشلوا جثتين لشهيدة وابنها من تحت أنقاض منزلهما الذي قصفه الجيش الإسرائيلي.
وكان مصدر طبي ذكر سابقا أن نحو 40 شخصا أصيبوا في الغارة على رفح.
بدورها، أعلنت مصادر فلسطينية استشهاد 6 فلسطينيين بينهم 4 أطفال وإصابة 15 آخرين مساء السبت وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، في حين قال الجيش الاسرائيلي إن آخر هجوم له في جباليا كان في وضح النهار، مدعيا أن الأطفال القتلى كانوا ضحية إطلاق خاطئ لصاروخ فلسطيني.
وقد أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بأن عدد الشهداء ارتفع إلى 24، بينهم 6 أطفال، فيما أصيب 203 بجروح مختلفة، منذ بداية الغارات الإسرائيلية على غزة.
وقد أوردت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش اغتال قائد اللواء الجنوبي في حركة الجهاد الإسلامي خالد منصور في رفح بغارة جوية، فيما قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش للجزيرة إنه لم يتم التأكد من صحة خبر اغتيال منصور.
وذكر الجيش العدو أن ما يزال غير متأكد تماما من مقتل خالد منصور، لكن مرافقَيه اللذين كانا معه في المخبأ قد قتلا.
وتحدث رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي عن قتل كبار مسؤولي الجهاد الإسلامي منذ بدء الغارات على قطاع غزة، مشيرا إلى أن العملية ضد قطاع غزة ستستمر لبضعة أيام أخرى.
من جهتها، أكدت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- استشهاد زياد المدلل نجل القيادي في الحركة أحمد المدلل إثر غارة إسرائيلية.
رشقات صاروخية
وتتواصل الرشقات الصاروخية من غزة باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية، في الوقت الذي هدد فيه الجيش الإسرائيلي بضرب حركة الجهاد الإسلامي ضربة قاتلة.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن صفارات الإنذار دوت في تل أبيب، كما اعترضت القبة الحديدية صاروخا فوق المدينة، كما أفادت المراسلة بأن القبة الحديدية اعترضت أيضا قذائف صاروخية أطلقت من قطاع غزة باتجاه مستوطنة ناحال عوز شرق القطاع.
كما أفاد مراسل الجزيرة في غزة بأن رشقات صاروخية انطلقت من القطاع باتجاه إسرائيل، فيما اعترضت القبة الحديدية عشرات الصواريخ.
وقالت سرايا القدس إنها قصفت موقع نحال عوز العسكري بعدد من قذائف الهاون، كما ذكرت المراسلة أن صفارات الإنذار دوت في معبر كرم أبو سالم جنوبي القطاع.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن وابلا من الصواريخ استهدف مستوطنات نتيفوت وأشكول وسديروت في غلاف غزة، كما دوت صفارات الإنذار في مستوطنة العين الثالثة.
وقالت سرايا القدس إنها استهدفت بلدة سديروت شمالي قطاع غزة بـ10 صواريخ.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن الجمعة بدء عملية عسكرية في قطاع غزة تحت اسم "الفجر الصادق"، استهدف فيها مواقع وشخصيات قيادية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في القطاع.
وهددت إسرائيل بتوسيع نطاق عملياتها في غزة إذا تدخلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودعمت حركة الجهاد الإسلامي.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد إطلاق عملية "وحدة الساحات" التي بدأت مساء الجمعة ردا على العدوان.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إنهم في ذروة عملية تهدف في المقام الأول لحماية مواطني إسرائيل وسيادتها، مضيفا أنه حان الوقت لتوجيه ضربة قاتلة لحركة الجهاد الإسلامي، على حد تعبيره.
قصف إسرائيلي
وبعد ساعات من الهدوء صباح السبت، كثفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفها على قطاع غزة، ودمرت منزلين تدميرا كاملا، واستهدفت عددا من المواقع في مناطق مختلفة من القطاع، منها هدف في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وآخر في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية موقعين عسكريين يتبعان لسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، الأول جنوبي مدينة دير البلح، والآخر غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقال جيش العدو إن مروحيات حربية وجنودا من وحدة ماغلان قصفت 4 مواقع عسكرية لحركة الجهاد في قطاع غزة.
كما أطلقت المقاتلات الإسرائيلية عددا من الصواريخ باتجاه منزل في حي الشيخ عجلين غرب مدينة غزة، وتسببت هذه الغارة بدمار كبير في المنازل المجاورة، كما دمرت المقاتلات الإسرائيلية بشكل كامل منزلا آخر في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وذكر مراسل الجزيرة أن طائرة إسرائيلية قصفت عمارة سكنية من 5 طوابق غرب مدينة غزة، كما أفاد المراسل بأن طائرات إسرائيلية دمّرت منزلا في بيت حانون، في رابع عملية استهداف لمبان سكنية في غزة.
كما ذكر المراسل أن طائرات الاحتلال قصفت بـ3 صواريخ منزلا شرق بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة
كما أعلن جيش الاحتلال أن طائراته الحربية هاجمت مواقع إضافية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي صباح اليوم في القطاع.
وأضاف الجيش -في وقت سابق- أنه شنَّ 30 غارة على أكثر من 40 هدفا تابعا لحركة الجهاد الإسلامي، وأطلق 55 صاروخا وقذيفة خلال اليوم الأول من العملية.
وذكر أن من بين الأهداف التي طالتها الغارات: 5 راجمات صواريخ، و6 ورشات عمل لإنتاج الأسلحة، ومستودعان لتخزين قذائف صاروخية، ومستودعا واحدا لتخزين قذائف الهاون، إضافة إلى 6 مواقع رصد تابعة لحركة الجهاد.
حركة الجهاد ترد
في المقابل، أعلنت سرايا القدس تنفيذ عملية مشتركة مع كتائب المقاومة الوطنية وكتائب المجاهدين وكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح).
وقالت سرايا القدس إن العملية المشتركة استهدفت مستوطنات تيفوت وسديروت وكيسوفيم والعين الثالثة وصوفا بقذائف صاروخية.
كما أفاد بيان للجيش الإسرائيلي أن حركة الجهاد أطلقت نحو 160 قذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل، عبرت قرابة 130 منها الحدود إلى الداخل الإسرائيلي، فيما اعترضت القبة الحديدية 60 قذيفة وصاروخا، وسقطت باقي القذائف في مناطق مفتوحة أو في مناطق لا تحتاج إلى اعتراض، وفق ما جاء في البيان.
وقالت سرايا القدس -في وقت سابق- إنها قصفت تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت بـ60 صاروخا، كما أعلنت عن استهداف آليات إسرائيلية في موقع عسكري في فجة على حدود غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 350 صاروخا وقذيفة هاون أطلقت من قطاع غزة نحو إسرائيل منذ بدء العملية.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بسقوط صاروخ على مصنع في منطقة إشكول، واندلاع حريق في المكان.
وقال مدير مكتب الجزيرة في القدس وليد العمري إن المعلومات المتوفرة من الجهات الرسمية تشير إلى أن 40 إسرائيليا تم إسعافهم خلال الساعات الماضية، لكن معظمهم أصيب إما نتيجة التدافع أثناء الركض إلى الملاجئ أو بسبب الرعب.
وأكدت "نجمة داود الحمراء" (هيئة إسعاف رسمية إسرائيلية) أن 4 إسرائيليين أصيبوا خلال ركضهم نحو الملاجئ بعد دوي صفارات الإنذار، عقب إطلاق صواريخ من غزة.
وقالت هذه الهيئة -في بيان نقلته قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية- إن 5 أشخاص قد أصيبوا، من بينهم 4 بجروح طفيفة، خلال ركضهم نحو الملاجئ في مدينتي أسدود وسديروت (جنوب)، في حين أصيب خامس بحالة ذعر.
وفي سياق متصل، سقط جزء من صاروخ أطلقته منظومة القبة الحديدية المضادة للقذائف بالقرب من قسم الطوارئ في مستشفى برزيلاي بعسقلان (جنوب)، بحسب المصدر ذاته.
من جهة ثانية، قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من تسلل فلسطينيين داخل مستوطنة إليعازر بالضفة، كما طالب السكان بالتزام منازلهم."الجزيرة"