كشفت دراسة حديثة، قادها باحثون من كلية طب وايل كورنيل بالتعاون مع مؤسسات بحثية مرموقة، أن الحمل قد يوفر حماية جزئية ضد كوفيد طويل الأمد، وهو الحالة التي تستمر فيها أعراض العدوى لشهور بعد التعافي. ركزت معظم الأبحاث السابقة على البالغين غير الحوامل، ما جعل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم تأثير الفيروس على النساء الحوامل.
ونُشرت الدراسة في الأول من أبريل في مجلة Nature Communications، حيث سلطت الضوء على فجوة معرفية تتعلق بإصابة الحوامل بكوفيد طويل الأمد. وأوضحت الدكتورة تشنغشي زانغ، أستاذة علوم الصحة السكانية وأحد القائمين على
البحث، قائلة: "هذه الفئة من النساء تحتاج إلى اهتمام خاص، لكن حتى الآن لم يكن
لدينا بيانات كافية لتوجيه رعايتهن بالشكل المناسب". وأضافت: "نأمل أن تسهم هذه النتائج في تطوير استراتيجيات أكثر فاعلية للوقاية والعلاج".
تحليل البيانات الضخمة
للتوصل إلى هذه النتائج، اعتمد الفريق على بيانات مأخوذة من دراستين واسعتين شملتا السجلات
الصحية الإلكترونية: الشبكة
الوطنية للأبحاث السريرية (PCORnet) والبرنامج التعاوني الوطني لمجموعات كوفيد (N3C)، وذلك ضمن مبادرة "ريكفر" التابعة للمعاهد
الوطنية للصحة.
قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 72,000 امرأة أصبن بكوفيد-19 أثناء الحمل بين آذار 2020 وحزيران 2023، إلى جانب 208,000 امرأة غير حامل أصبن بالفيروس خلال الفترة نفسها. ركزت الدراسة على ظهور أعراض كوفيد طويل الأمد بعد 180 يومًا من التعافي.
نتائج مفاجئة ومؤشرات واعدة
وكشفت النتائج أن النساء الحوامل كنّ أقل عرضة للإصابة بالمضاعفات طويلة الأمد المرتبطة بكوفيد-19 مقارنة بغير الحوامل. وظهر هذا الاتجاه في كلا قاعدتي البيانات، حتى مع اختلاف معايير تعريف كوفيد طويل الأمد، مما عزز موثوقية النتائج.
وفي دراسة PCORnet، تبين أن 16 من كل 100 امرأة حامل أصبن بكوفيد طويل الأمد، مقارنةً بـ19 من كل 100 امرأة غير حامل. وشملت الأعراض المصاحبة لهذه الحالة مشكلات إدراكية، واضطرابات النوم، والتهاب الحلق الحاد، وصعوبة التنفس، والتليف الرئوي، وآلام المفاصل، والإرهاق المزمن، وغيرها. جاءت نتائج مشابهة في دراسة N3C، مما يؤكد النمط المكتشف.
وعلّقت الدكتورة زانغ قائلة: "رغم أن الحوامل معرضات للإصابة بكوفيد طويل الأمد، فإن الخطر كان أقل من المتوقع مقارنة بغير الحوامل"، لكنها أشارت إلى أن بعض الفئات الفرعية ما زالت أكثر عرضة للخطر.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
وجد الباحثون أن بعض النساء الحوامل كنّ أكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد، وخصوصًا:
-النساء ذوات البشرة السوداء
-النساء في سن 35 عامًا فأكثر
-المصابات بالسمنة أو بحالات أيضية أخرى
ورغم ارتفاع خطر الإصابة بين هذه الفئات، ظل معدل الإصابة أقل من نظيره لدى النساء غير الحوامل. (Weill corner medicine)