باتت ظاهرة التثدّي عند الرجال والأطفال مسألة تستدعي التوقّف والتنبّه لما تشكّله من خطر جسيم عليهم.
والمقصود بالتثدّي ظهور وبروز حجم الثّدي عند تلك الفئة، ما يصعب على البعض التمييز ما إذا كان الشخص رجلاً أم فتاة، ليس عند هذا الحدّ فقط، بل عند مصافحته تكون يده ليّنة بالقدر الذي يوحي بأنّه ليس برجل.
المشكلة كما يصفها استشاري التغذية العلاجيّة الدكتور محمد عبدالسلام ليست في المظهر الخارجيّ للرّجل فحسب، إنّما في التركيب الداخلي لجسمه.
أما سبب هذه الظاهرة، فيتلخّص بزيادة هرمونات الأنوثة عند الرجل. وبالتفسير أكثر، من المفروض أنْ يكون هرمون "التستوستيرون"، وهو هرمون الذكورة موجود بشكل مرتفع عند الرجل وأعلى من هرمون الأنوثة "الأستروجين" الذي يدعم ظهور الشّكل والتركيب المميّز لجسم المرأة، وفي حالة وجود خلل في النسب بين هذه الهرمونات، أيْ ارتفاع هرمون الأنوثة عند الرّجل، فإنّ هذا يدلّ على وجود مشكلة في جسمه، ويشكّل خطرًا حقيقيًا على صحّته.
كيف يحدث هذا؟
من أكثر محفّزات هرمون الأنوثة في جسم الرجل، بحسب عبد السلام تلك الأغذية التي تحتوي على فول الصّويا ومشتقّاته، مثل: حليب الصويا، وجبن التوفو، والصّوصات التي تحتوي على الصّويا، الذي يحتوي على مركّبات تسمّى الأيسوفلافونيد، وتقوم بنفس عمل هرمون الأستروجين، فتعوّض نقصه وتزيد من إنتاجه في الجسم .
أين المشكلة الكُبرى؟
المشكلة تكمُن بالصناعات الغذائية الحديثة، والتي يتمّ تسويقها للمستهلك بكثرة، فيما تعتمد بإنتاجها على إضافة فول الصويا، كخبز البروتين المستخدم للتخسيس، واللحوم المصنّعة مثل: البرغر، والنقانق، والهوت دوج، والسلامي، واللحوم المفرومة المجمّدة، كما يدخل فول الصويا في صناعة الكثير من الحلويات والصّوصات المختلفة.
وهذه الأطعمة، كما يبيّن عبد السلام يتناولها الشّباب بكميّات كبيرة من دون الشّعور بمخاطرها على صحّتهم بشكل عام.
نتائج زيادة هرمونات الأنوثة عند الرجل
زيادة هرمون الأنوثة يؤدّي إلى مخاطر كثيرة، حسبما أورد الاستشاريّ عبد السلام. أوّلها: ظاهرة التثدّي؛ أيْ حدوث نموّ غير طبيعيّ في أنسجة الثّدي عند الشّاب، وظهور بعض علامات الأنوثة، وحدوث خلل في نموّ الشّعر على جسمه بشكل عام.
وأيضًا انخفاض كتلة العضلات وصغر حجمها، وزيادة دهون البطن ثمّ كبر حجمه، وكبر حجم الأرداف، التي تُعدّ من العلامات الأبرز في جسم المرأة.
والمشكلة الأصعب في تلك الزيادة تتلخّص بمدى تأثيرها على خصوبة الرّجل، وإصابته بالعقم، بسبب انخفاض الحيوانات المنويّة، وحدوث خلل في وظائف الخلايا الجنسيّة. فيما تزداد فرص الإصابة بسرطان البروستاتا، جرّاء ارتفاع نسب هرمون الأنوثة، الذي يعزّز تكاثر الخلايا السّرطانيّة.
ولاحقًا قد يُصاب بحالة من الاكتئاب والاضطرابات النفسيّة، نتيجة الخلل الحادث والتغيّر في شكله الخارجيّ وكبر حجم الأرداف، وغيرها من الأعراض التي تُشعره بالقلق الدائم.
هل من علاج؟
زيارة الطبيب حال ظهور أيّ من أعراض بروز صدر الشّاب، ونموّ أردافه أو نعومة صوته، كأوّل الحلول، كما يرى عبدالسلام.
أما الحلّ الثاني فيكون بتغيير العادات الصحيّة التي تساهم في زيادة مستوى هرمون الذكورة، كتناول المعادن الضروريّة: والألياف، والبروتينات، والنشويات، والدهون، والفيتامينات من الخضار والفاكهة الطّازجة.
وتناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون الصحيّة من الأوميغا 3 و6 مثل المكسّرات، والأطعمة التي تحتوي على الزّنك، كالأسماك والمحار، إلى جانب تناول الأطعمة الغنيّة بالكالسيوم وفيتامين (د) مثل منتجات الألبان ومشتقّاتها والسّمسم.
كما نصح الاستشاريّ بالابتعاد تمامًا عن الأغذية المصنّعة، والتي فيها الكثير من الصّويا والألوان الصناعيّة والموادّ الحافظة ومحسّنات الطّعم واللون والقوام والنكهة، وعن الأغذية المقليّة في الزيت، والتقليل من تناول المعجّنات، وصولاً إلى التوازن الصّحيّ في الغذاء.