توصل فريق بحثي في علم المناعة بالمعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا بكوريا الجنوبية إلى سبب تلف الرئة الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا.
وبحسب الدراسة الحديثة المنشورة في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" اكتشف العلماء نوعا فرعيا معينا من البلاعم التي نشأت من خلايا الدم الأحادية، يلعب دورا رئيسيا في الاستجابة الشديدة للالتهابات في الرئتين المصابة بكوفيد-19.
وتوصل العلماء لهذه النتيجة عن طريق إجراء تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية لخلايا سائل غسل القصبات الهوائية التي تم الحصول عليها من القوارض المصابة بفيروس كوفيد.
وتكمن أهمية الدراسة لدى الوسط العلمي كونها تقدم رؤى جديدة لفهم التغيرات الديناميكية في الاستجابات المناعية لكوفيد-19.
في مراحل الإصابة المبكرة من كوفيد-19، عندما تصاب أنسجة الرئة بفيروس كورونا، يتم تنشيط جهاز المناعة بشكل فوري، تسمى هذه الاستجابة المبكرة والسريعة بـ "المناعة الفطرية" التي توفرها الخلايا المناعية المقيمة في الرئتين.
وتعد البلاعم أنواع خلايا رئيسية في الجهاز المناعي الفطري للرئتين، والخلايا الضامة المتمايزة وهي خلايا الدم البيضاء التي تحمي الجهاز المناعي وتصلح الأنسجة.
قام البروفيسور سو هيونغ بارك ومعاونوه بالتحقيق في التقييم الكمي والنوعي للاستجابات المناعية في رئتي القوارض المصابة بفيروس كورونا باستخدام عينات منشأها المريض.
واستخدم الباحثون أيضا نموذج عدوى النمس للحصول على الرئتين المصابة بفيروس كوفيد-19 بالتتابع مع فترة زمنية محدد؛ حيث يستخدم النمس على نطاق واسع كنموذج حيواني للتحقيقات في التسبب في أمراض الجهاز التنفسي.
وقام الباحثون بتحليل الأنواع الفرعية العشرة من الخلايا الضامة خلال الدورة التي استمرت خمسة أيام من الإصابة بفيروس كورونا، ووجدوا أن الخلايا الضامة المتسللة الناشئة عن الخلايا الوحيدة النشطة في الدم لعبت دورًا رئيسيًا في إزالة الفيروس وكذلك أنسجة الرئة التالفة.
علاوة على ذلك، وجد الباحثون أن عملية التمايز بين الخلايا الضامة الالتهابية تشبه الاستجابات المناعية في أنسجة الرئة لمرضى كوفيد-19 أصحاب الإصابة الحادة.
يُجري فريق البحث حاليا دراسة متابعة لتحديد التغيرات الديناميكية في الاستجابات المناعية أثناء استخدام العوامل المثبطة للمناعة، للتحكم في الاستجابة الالتهابية المفرطة التي تسمى "عاصفة السيتوكين" في المرضى المصابين بكوفيد-19.
ومن جانبه أوضح الدكتور جيونغ سوك لي أحد المشاركين في الدراسة أن هذه النتائج ستعزز من فهم السمات المبكرة لمناعة كوفيد-19، وتوفر خلفية علمية للاستخدام الأكثر دقة للعوامل المثبطة للمناعة التي تستهدف بلعم محدد من أنواع فرعية.