Advertisement

صحافة أجنبية

الشعب الأميركي يحسم خياره الرئاسي اليوم

Lebanon 24
07-11-2016 | 19:29
A-
A+
Doc-P-227008-6367054502375048591280x960.jpg
Doc-P-227008-6367054502375048591280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
يتوجه الأميركيون اليوم الى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس الذي سيدير شؤون بلادهم خلال السنوات الأربع المقبلة. وتعتبر هذه الولاية الجديدة التي تبدأ رسمياً في 20 كانون الثاني 2017، حاسمة في تحديد مسار العملاق الأميركي ومستقبله، في وقت يعيش العالم حروباً وأزمات اقتصادية متلاحقة، تتضخم فيه عضلات الاتحاد الروسي لدرجة أصبحت تشكل تهديداً للعالم الحر ومبادئ الديموقراطية. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة الى تقارب في حظوظ الفوز بين مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون ومنافسها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، مع أفضلية طفيفة لها. وستكون الأنظار مركزة اليوم في المسار الانتخابي الطويل على 7 ولايات يصعب التكهن بنتائجها مسبقاً بسبب تضمنها أكبر عدد من الناخبين المستقلين غير المنتمين سياسياً الى الحزبين الرئيسيين في البلاد الديموقراطي والجمهوري. وتلقت حملة كلينتون جرعة معنوية كبيرة منذ مساء أول أمس، بعدما برأ مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي اي) ساحة المرشحة الديموقراطية في ملف البريد الالكتروني الخاص، الذي كان أعيد فتحه في تحقيقات جانبية لا علاقة مباشرة لكلينتون بها، إنما تخص الزوج السابق لإحدى مساعداتها في الحملة الانتخابية. وأكد مدير «أف بي اي» جايمس كومي أنه «بعد التدقيقات في الايميلات الجديدة التي تم العثور عليها، لم يتغير شيء في ما توصلنا اليه سابقاً في قضية البريد الالكتروني الخاص، أي أن كلينتون لم ترتكب أي جريمة أو جنحة من أي نوع «إبان استعمالها بريداً الكترونياً خاصاً لعملها العام كوزيرة للخارجية. ورحبت كلينتون وجمهورها من فلوريدا بهذا الإعلان، في حين شكك فيه خصمها الجمهوري دونالد ترامب، الذي عاد ليتهم «أف بي اي» بالتقصير، وقال لجمهوره «كيف لهم أن يتصفحوا ما جاء في 650 ألف رسالة الكترونية خلال أسبوع. إن هذا هراء«. وركز المرشحان طوال يوم أمس (يوم الفرصة الأخيرة لحشد التأييد) على القيام بجولات في عدد من هذه الولايات الحاسمة (بنسيلفانيا، فلوريدا، نورث كارولاينا، نيوهامبشير، ايوا، نيفادا، جورجيا، اوهايو). ونظرا لأن الاقتصاد والأوضاع المعيشية في البلاد هما العامل الرئيسي الذي سيدفع الناخب الأميركي للتصويت في هذه الانتخابات لهذا المرشح أو ذاك، شددت كلينتون في خطابها على حاجتها لثقة الناخبين مدة أربع سنوات لإتمام وتحسين ما بدأه سلفها الديموقراطي الرئيس الحالي باراك أوباما، فيما سلط ترامب الضوء على فشل أوباما في الوفاء بأي وعد قطعه بكل ما يتعلق بالاقتصاد، داعياً الناخبين الى أن الأوان قد حان للنظر نحو مستقبل جديد واستعادة عظمة الولايات المتحدة التي فقدت بسبب السياسات التي انتهجتها الإدارة الحالية. ويبدي ناخبون إعجابهم بمسيرة ترامب في مجال الأعمال، كما تضرب رسالة المرشح الجمهوري العفوية على الأوتار الحساسة في قلوب الأميركيين عندما يتكلم عن معاقبة الصين مالياً واقتصادياً ومحاسبتها على الانتهاكات والغش الذي ترتكبه باستخدامها تصاميم الصناعة الأميركية وتقليدها من دون حسيب أو رقيب وسياستها المالية التي تتلاعب بالقيمة المالية لعملتها بشكل يخدم حصراً الشركات الصينية. بيد أن الدعم اللا محدود الذي تحظى به كلينتون من الإدارة الحالية والغالبية الساحقة من وسائل الإعلام ومشاهير الفن والرياضة تقوض الجهود الذي يبذلها ترامب للفوز، إذ إن مراكز الاستطلاعات التابعة لكبرى الشبكات الإعلامية في البلاد وضعت كلينتون في المقدمة منذ بداية السباق الانتخابي وقللت من قدرة ترامب على مجاراتها. ولم يتمكن الأخير من الحصول على بعض الأوكسيجين إلا في الأسبوع الأخير من السباق بعدما أعاد مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي اي) فتح التحقيق مجدداً في قضية البريد الالكتروني الخاص لكلينتون، ما أبعد الأنظار قليلاً عن فضائح المرشح الجمهوري النسائية ومسألة رفضه نشر سجله الضريبي، وساعده في تبييض صورته الشخصية التي رسمتها وسائل الإعلام والصحف بألوان قاتمة جداً منذ لحظة ترشحه لنيل بطاقة الحزب الجمهوري. ومر المرشحان في الولايات المهمة حيث يتواجد أكبر عدد من الناخبين المترددين في خياراتهم التصويتية، وأبرز تلك الولايات على الإطلاق: ولاية فلوريدا التي يبلغ عدد أصوات ناخبيها الكبار 29 صوتاً وهي تعتبر تقليدياً الولاية الميزان في تحديد هوية الفائز في سباق البيت الأبيض وآخر الاستطلاعات أشار الى أنها تميل الى صالح كلينتون بفارق يراوح بين نقطة مئوية واحدة و4 نقاط. الولاية الثانية من حيث شدة المنافسة هي ولاية بنسيلفانيا وعدد أصوات ناخبيها الكبار 20، وبحسب استطلاعات الرأي هناك تعادل شبه تام بين المرشحين مما يجعلها الولاية التي قد ترجح الى حد كبير كفة الفائز بها لدخول البيت الأبيض. وهناك 5 ولايات أخرى تشتد فيها المنافسة هي جورجيا (16) ونورث كارولاينا (15) وايوا (6) ونيفادا (6) ونيومكسيكو (5). كيف تتم العملية الانتخابية؟ يجب إيضاح أن الشعب الأميركي ينتخب الرئيس بطريقة مباشرة وغير مباشرة على السواء. فنظام الانتخابات الرئاسية يقضي بتحويل النتيجة النهائية للتصويت الشعبي الذي يتم اليوم الى مجمع انتخابي يتألف من 538 ناخباً كبيراً، وهذا المجمع الانتخابي يجتمع صورياً في أول نهار اثنين يعقب ثاني نهار أربعاء من شهر كانون الأول (يوافق هذا العام 19 كانون الأول المقبل) لانتخاب الرئيس ونائبه رسمياً طبقاً لنتائج التصويت الشعبي، ومن ثم يتم جدولة الأصوات في لجنة تابعة للكونغرس في الأسبوع الأول من كانون الثاني 2017، ويدخل الرئيس المنتخب البيت الأبيض ويتسلم مهامه الرسمية في 20 كانون الثاني المقبل. وأعضاء المجمع الانتخابي يقسمون على الولايات الأميركية الـ50 بحسب عدد ممثلي تلك الولايات في الكونغرس، أي أن الولايات التي تحتوي أكبر عدد من السكان يكون لها حصة الأسد في عدد الناخبين الكبار. من هنا تأتي أهمية ولاية كاليفورنيا التي تحتل المرتبة الأولى في تعداد السكان وبالتالي فهي تملك 55 صوتاً في المجمع الانتخابي وتليها تكساس بـ38 صوتاً. بعد نهاية التصويت الشعبي وفرز أصوات كل ولاية على حدة يتم النظر في هوية الفائز في كاليفورنيا مثلاً فإذا كان الفائز فيها كلينتون ولو بفارق صوت واحد فقط على ترامب فإنها حكماً ستستأثر بأصوات الأعضاء الـ55 المخصصين لتلك الولاية في المجمع الانتخابي. ونظراً لأهمية عدد الأعضاء في كل ولاية فإنه من المهم جداً لكلا المرشحين التركيز على الولايات المكتظة بالسكان والتي تملك أكبر عدد ممكن من المقاعد في المجمع الانتخابي. من هنا تأتي صفة «غير مباشرة« التي تلتصق بالطريقة التي يصوت بها الناخب الأميركي لاختيار رئيسه، ففي انتخابات عام 2000 مثلاً لو كانت القاعدة الانتخابية تعتمد على مجموع أصوات الناخبين في مجموع الولايات مباشرة لفاز المرشح الديموقراطي آل غور، ولكن الفائز كان الجمهوري جورج بوش الإبن كونه فاز بعدد ولايات مهمة أكثر من منافسه. فعلى مستوى البلاد ككل فاز آل غور بمعظم الأصوات الشعبية وتقدم بـ50996582 صوتاً مقابل 50456062 صوتاً لبوش، ولكن فوز الثاني في فلوريدا، مكنه من جمع 271 صوتاً من الناخبين الكبار مقابل 266 للأول. ولا تحدث هذه المفارقة إلا نادراً عندما تكون نتائج المرشحين متقاربة جداً من بعضها البعض. وحسابياً فإنه إذا بلغ ترامب أو كلينتون اليوم عتبة 270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي يكون هو الفائز. وفي حال تعادل المرشحان في عدد أصوات المجمع الانتخابي، لا يتم العودة الى مجموع التصويت الشعبي في البلاد ككل، إنما يختار مجلس النواب الرئيس من بين أول 3 مرشحين حاصلين على أعلى عدد من الأصوات على أن تتساوى الولايات ويمثل كل ولاية صوت واحد. أما بالنسبة لنائب الرئيس في حال عدم حصول أي مرشح على الأغلبية فيختار مجلس الشيوخ من بين مرشحين اثنين حاصلين على أعلى عدد من الأصوات. وتجدر الإشارة الى وجود مرشحين رئاسيين آخرين لم ينسحبوا من السباق لكن لا حظوظ لهم في الفوز، وأبرز هؤلاء مرشح الحزب التحرري غاري جونسون ومرشحة الخضر جيل شتاين ومرشح حزب الدستور داريل كاستل والمرشح المستقل ايفان ماكمولين. ومن أصل الولايات الـ50 هناك 48 ولاية تذهب كل أصوات اعضائها في المجمع الانتخابي حكماً للفائز في الولاية في التصويت الشعبي، ويطبق هذا النظام على جميع الولايات الأميركية عدا ولايتين تقسم فيهما أصوات المجمع الانتخابي حسب نسبة الفوز في التصويت، وهما ولايتا نبراسكا وماين. ميزان الأصوات المضمونة ونوايا التصويت بحسب متوسط استطلاعات الرأي الأخير الذي عممه موقع «ريل كلير بوليتيكس» أمس، تحظى كلينتون بـ44,9 في المئة من نوايا الأصوات على مستوى البلاد ككل مقابل 42,7 في المئة لترامب، لكن هذه النسبة الإجمالية لا تعكس أرقاماً مشابهة لنتائج الاستطلاعات في كل ولاية على حدة حيث تتقدم هيلاري كلينتون على دونالد ترامب بـ186 ناخباً كبيراً مقابل 146 في الولايات المحسومة نوايا التصويت فيها، وإذا أضفنا الولايات الميالة بشكل كبير لأحد المرشحين، يصبح رصيد كلينتون 245 صوتاً مقابل 194 صوتاً لترامب. وبرغم هذا التقدم في صالح الفريق الديموقراطي إلا أن أنصار ترامب يأملون تصويت نسبة عالية من الناخبين المستقلين لصالح المرشح الجمهوري. وبانتظار ما ستكشف عنه صناديق الاقتراع الأميركية اليوم وغداً، لا بد من الإشارة الى أن أغلب مؤيدي كلينتون هم من النساء والسود والمسلمين والمثليين جنسياً، في حين يصوت لترامب المسنون والرجال البيض (بنسبة أكبر من النساء) والمتطرفون للديانة المسيحية على اختلاف مذاهبها. ولإضفاء مسحة أكثر واقعية على المعركة الانتخابية، تم سحب فلوريدا من الولايات الميالة لكلينتون ووضعها في الولايات التي تشتد فيها المنافسة كي ينتعش أمل ترامب قليلاً في المنافسة. بناء عليه ووفق آخر أرقام استطلاعات نشرت أمس، إذا جمعنا الولايات المضمونة لكل من المرشحين نجد أن مجموع كلينتون من أصوات المجمع الانتخابي 186 صوتاً مقابل 146 لترامب، ويبقى 206 أصوات تتفاوت بين تعادل وأفضلية بسيطة لأحد المرشحين. وباعتبار أن الولايات التي يبلغ الفارق في استطلاعات الرأي فيها بين المرشحين 8 نقاط مئوية وما فوق، مضمونة لأحد المرشحين، تكون أصوات كلينتون المضمونة 186 صوتاً من ديستريكت كولومبيا (3) و13 ولاية هي: ايللينوي 20، ديلاوير 3، رود ايلاند 4، فيرمونت 3، كاليفورنيا 55، كونكتيكت 7، ماريلاند 10، ماساشوستس 11، مينيسوتا 10، نيوجرسي 14، نيويورك 29، هاواي 4، واشنطن 12. أما أصوات ترامب المضمونة فـ146 صوتاً من 18 ولاية هي: اركنساس 6، الاباما 9، انديانا 11، اوكلاهوما 7، ايداهو 4، تكساس 38، تينيسي 11، ساوث داكوتا 3، كنتاكي 8، كنساس 6، لويزيانا 8، مونتانا 3، ميسوري 10، ميسيسيبي 6، نبراسكا 5، نورث داكوتا 3، وايومينغ 3، ويست فرجينيا 5. ويبقى التعادل الواضح (اي الفارق في الاستطلاعات 4 نقاط مئوية وما دون) سائداً في 8 ولايات تشكل 100 من مجموع أصوات المجمع وهي ايوا 6، بنسيلفانيا 20، جورجيا 16، نورث كارولاينا 15، نيفادا 6، نيومكسيكو 5، الاسكا 3، فلوريدا 29. في حين تميل 6 ولايات لصالح كلينتون (أي الفارق في الاستطلاعات يراوح بين 5 و7 نقاط مئوية) وتشكل 56 صوتاً ولكن المفاجآت فيها واردة وهي: اوريغون 7، فرجينيا 13، كولورادو 9، ميشيغان 16، ماين 4، ويسكونسن 10. وتبقى خمس ولايات تشكل 48 صوتاً وتميل لصالح ترامب وهي: أريزونا 11، أوهايو 18، ساوث كارولاينا 9، نيو هامبشير 4، يوتا 6. وتساور حملتا كلينتون وترامب شكوكاً حول مدى ميل ميشيغان ديموقراطياً وأوهايو جمهورياً، ولذا قام المرشحان خلال اليومين الأخيرين من الحملة بالمرور مجدداً على هاتين الولايتين كي لا يتعرضا فيهما لمفاجأة غير متوقعة. وتضع بعض وسائل الإعلام هاتين الولايتين ضمن الولايات التي تشد فيها المنافسة. ويحتاج احد المرشحين للحصول على 270 من أصوات الناخبين الكبار للفوز بالرئاسة، وحسابياً في حال صوتت جميع الولايات التي تميل الى كلينتون لصالحها سيصبح مجموعها 186+56=245 مقابل 146+48=194 لدونالد ترامب في حال صوتت جميع الولايات الميالة للمرشح الجمهوري له. وهذا يعني أن المرشحة الديموقراطية بحاجة الى 25 صوتاً فقط من الناخبين الكبار في الولايات الحاسمة (مجموع أصوات الناخبين الكبار فيها 100) كي تجمع 270 ناخباً كبيراً وهو العدد الذي يحتاجه المرشح للفوز بالرئاسة، أما المرشح الجمهوري فسيحتاج الى 76 ناخباً كبيراً من أصل 100 تشتد المنافسة على أصواتهم. انتخابات الكونغرس وحكام بعض الولايات لا بد من الإشارة الى أن اليوم سيكون عرساً ديموقراطياً كاملاً في الولايات المتحدة، إذ إنه يشهد بالإضافة الى الانتخابات الرئاسية، انتخابات لا تقل أهمية عنها في تحديد سياسة واشنطن المقبلة وهي انتخابات الكونغرس. وسيتم التنافس في هذه الانتخابات بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري على 34 مقعداً من المقاعد الـ100 التي تشكل مجلس الشيوخ، وعلى كامل مقاعد مجلس النواب، البالغ عددها 435 مقعداً. وحالياً يسيطر الديموقراطيون على مجلس الشيوخ لكنهم بحاجة الى الفوز بـ4 مقاعد على الأقل من المقاعد الـ34 التي سيتم انتخابها اليوم كي يضمنوا الحفاظ على أكثريتهم في مجلس الشيوخ. لكن معركتهم ستكون أصعب بكثير في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون منذ العام 2010 بـ247 مقعداً مقابل 188. ويتوقع في حال صوت الشعب الأميركي لهيلاري كلينتون كرئيس للبلاد، أن يحقق الحزب الديموقراطي بعض المكاسب في عدد مقاعد مجلس النواب ويقلص الفارق بينه وبين الحزب الجمهوري، لكن يستبعد المراقبون تماماً أن يتمكن الديموقراطيون من كسب أغلبية المقاعد في الانتخابات النيابية. هذا، وتنتخب 12 ولاية حاكماً جديداً لها اليوم. ويتعين على الناخبين في حوالى 30 ولاية التصويت في 154 استفتاء تتنوع مواضيعها من تشريع الحشيشة الى الحد الأدنى للرواتب والصحة والأسلحة الفردية. كما سيتم انتخاب آلاف الأشخاص لتجديد مناصب محلية على غرار المجالس التشريعية للولايات وقضاة ومجالس بلدية ورؤساء بلديات ومقاطعات وغيرها.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك