لم تظهر اية مؤشرات حتى الان تدل على انتخاب رئيس الجمهورية قريبا. فالاطراف السياسية الداخلية لا زالت على تموضعها في ظل الانقسام الحاد على الاستحقاق الرئاسي الذي تعكسه جلسات الانتخاب المتتالية من الجلسة الاولى.
اما على صعيد العامل الخارجي، الذي يعول عليه في مثل هذا الاستحقاق، فان المعطيات المتوافرة تؤكد ان الاجواء الخارجية لم تنتقل بعد من القول الى الفعل بسبب ان عناصر القرار الخارجي ناقصة وغير مكتملة، بالاضافة الى التعقيدات الداخلية التي تساهم ايضا في تصعيب مهمة فرنسا التي تتولى مهمة السعي لانتخاب الرئيس اللبناني العتيد.
وكتبت" الديار": قال مصدر واسع الاطلاع ان باريس لم تحظ حتى الان بالدعم الواضح والكافي لتحسين ظروف مهمتها، كما انها لم تحصل ايضا على مشاركة سعودية ايجابية رغم الاتصالات واللقاءات بين الرئيس الفرنسي ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وفي المعلومات ان واشنطن اعطت مساحة لتحرك باريس في شان الاستحقاق الرئاسي اللبناني، لكن على عكس ما كان متوقعا بعد الانتخابات النصفية الاميركية فان الادارة الاميركية لم تقدم على خطوة عملية للتعاون او لمساعدة فرنسا في مهمتها، مع العلم ان هناك اجواء عن انها تفتح الباب للعمل على محور آخر مع كل من قطر والسعودية.
وفي المعلومات، حسب المصدر، ان ماكرون لم يصل بعد الى اقناع السعودية بالانضمام للتحرك والجهود من اجل انتخاب الرئيس اللبناني في اقرب وقت ممكن.
وكشف عن ان باريس بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية رأت ان هناك فرصة مؤاتية لتحقيق هذا الاستحقاق لكنها لم تجد حماسا من الادارة الاميركية او تجاوبا مباشرا من السعودية، كما انها اصطدمت بحجم العقبات والتعقيدات الداخلية.
وفي الاطار نفسه علمت "الديار "ان فكرة زيارة الرئيس ماكرون للبنان عشية الميلاد وراس السنة لتفقد ومعايدة القوات الفرنسية العاملة في اطار قوات اليونيفيل في الجنوب طرحت في الاليزيه، لا سيما ان هناك تقليدا فرنسيا بزيارة الرئيس او مسؤول رفيع احدى الدول التي تتواجد فيها قوة فرنسية في اطار مهمة معينة.
واضافت المعلومات انه لم يتخذ قرار نهائي في هذا الشان، او ربما فضلت الرئاسة التريث قبل حسم الرأي بشان الزيارة.
وقال مصدر لبناني لـ «الديار» ان الجهات اللبنانية الرسمية لم تتلق شيئا من باريس في هذا الخصوص حتى الان، مع العلم ان مثل هذه الزيارة لن تكون زيارة رسمية ولا تاخذ طابع زيارة المهمة الرسمية. لكن ان حصلت فان هناك احتمالا بان يعقد الرئيس ماكرون اجتماعا موسعا في قصر الصنوبر مع القيادات والاطراف اللبنانية او يكتفي بلقاءات غير رسمية لمتابعة اجواء الاستحقاق الرئاسي.