كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": بين حزب الله والتيار الوطني الحر اكثر من خلاف. ربما يجرّبان الآن، للمرة الاولى منذ «تفاهم مار مخايل» عام 2006، مغزى تبادلهما فقدان الثقة قبل الوصول في ما بعد الى اوان استعادتها. ليس الخلاف الاول، ولم يَبُنْ حتى الآن على الاقل انه عابر
ثمة اسباب وجيهة وشت بما قد حدث حتى الآن، الا انها تعكس عدم رضى كامل وتخلّف بدورها تداعيات:
1 - الانقطاع لا يزال مستمراً بينهما. وهو مؤشر سلبي حاولت المقابلة التلفزيونية تقليل علاماته بحصره بالشق السياسي دون الشخصي. بيد ان الطرفين يحرصان على وقف الحملات الاعلامية.
2 - لم يستسغ حزب الله الطريقة التي ادار بها التيار الوطني الحر اقتراعه في الجلسة التاسعة لانتخاب الرئيس الخميس الفائت، عندما حاول توجيه رسالة سلبية الى مغزى الورقة البيضاء باهدار التيار ستة أصوات موزّعة على اسماء لاغية (بين ميشال او معوض او معوض بدري ضاهر). ساء الحزب يومذاك ان يصير الى مخاطبته على نحو كهذا، وفسَّر ذلك التصويت على انه محاولة تهديد غير مقبولة. اضف رفضه اضعاف ما ترمز اليه اصوات الاوراق البيض وفحواها الفعلي الحالي في جلسات الانتخاب.
3 - رغم تبرير باسيل انه لم يتعرض الى نصرالله شخصياً وكان يقصد سوء تصرّف الحزب معه، بيد ان الاخير لا يسعه القبول بالذريعة. لا فصل بين الحزب وامينه العام الذي اعتاد ان يقول في اطلالاته الاعلامية مراراً انه «يشاور» عملاً بالقاعدة الشرعية المتبعة. ليس المقصود بذلك سوى وضع القرار في شورى الحزب التي تتخذه، الا ان المعروف كذلك ان الحزب والشورى يفوضان الى نصرالله بالذات اتخاذ القرار. اما اكثر ما يعرفه رئيس التيار وخبره منذ تعرّف الى نصرالله للمرة الاولى وجرّب تكراراً العلاقة والاجتماع به كما مع قياداته الآخرين قبيل وضع «تفاهم مار مخايل» وبعده، كما يعرف باطن التركيبة الداخلية، ان احداً في حزب الله لا يتخذ قراراً او يُبلغ الى اي احد قراراً اياً يكن مستواه، لم ينل موافقة امينه العام. بذلك لا يفصل حزب الله بين العام والشخصي. اساءة هذا اساءة لذاك. متداخلان الى حد الاندماج.
4 - ساء الحزب توجيه الاتهام اليه غداة جلسة حكومة تصريف الاعمال التي قاطعها وزراء التيار. سبق المؤتمر الصحافي لباسيل الثلثاء في 6 كانون الاول اجتماع الكتلة النيابية للتيار الوطني الحر طوال ساعتين لم يأتِ على ذكر ما ادلى به رئيسه على الاثر، في بيان معدّ سلفاً وحمل على نصرالله دونما ان يسميه.
5- رغم الاعتقاد الجازم بأن لا فكاك لتحالف التيار الوطني الحر وحزب الله، بيد ان ما ترتب على ازمتهما الحالية المستمرة ان يصير الى كسر احدهما الحلقة بقوة اكبر مما قيل في المقابلة التلفزيونية، من هذا الفريق او ذاك. بات باسيل امام امر واقع جديد هو اجتماعات حكومة ميقاتي دونما ان تتحول حكماً الى دورية متسارعة. الامر الواقع الآخر تمسّك الحزب بترشيح فرنجية في مقابل رفض باسيل انتخابه. اذذاك لا مناص من استعادة سابقة 2016. حينذاك، بعدما بَانَ انتخاب عون حتمياً بتأييد مسيحي - سنّي شامل معطوف على العرّاب الاول حزب الله، اختار برّي دعوة المجلس الى الانعقاد دونما ان يقترع وكتلته له، كذلك فعل فرنجية بأن حضرت كتلته ولم تقترع للرئيس السابق. مع ذلك، كلاهما شاركا في كل حكومات العهد غير المصوَّت له، وكان تمثيلهما فيه وازناً ومؤثراً وكذلك فاعلية كل منهما معارضة او مجاراة.