كان لافتا امس كان لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى لبنان اندرياس كيندل حيث عرضا ، وفق بيان اعلامي صادر عن السراي الحكومي، آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة،والعلاقات الثنائية بين البلدين وما يميزها من تعاون وثيق ومن صداقة عميقة واحترام متبادل.
وفي خلال اللقاء، أثنى الرئيس ميقاتي"على الدور النشيط الذي يقوم به السفير كيندل في لبنان"، وعبّر له "عن تقديره لشخصه وللجهود التي يبذلها في تنمية العلاقات اللبنانية- الالمانية في المجالات كافة"، منوّهاً "بعروض المساعدة التي تقدمها ألمانيا لإعادة بناء بعض القطاعات الحيوية، وبمساهماتها في دعم النازحين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في لبنان، مما يجعل منها ثاني أكبر الدول المانحة في هذا الإطار".
وفي هذا السياق كتبت" الاخبار": بناء على معطيات متعددة، استدعى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب السفير الألماني لدى لبنان أندرياس كيندل، الجمعة الماضي، إلى لقاء لم يكن عادياً. إذ تخللته مطالعات للوزير وفريق عمله أدّت إلى استفزاز السفير الذي اعتبر الملاحظات التي سمعها «رسالة تحمِل تهديداً مبطناً»، وسارع إلى نقلها إلى بلاده لتثير برلين أزمة مع لبنان.
خلال الجلسة التي اطلعت «الأخبار» على تفاصيلها، أبلع بو حبيب السفير الألماني أن الدور الذي يقوم به لا يصب في مصلحة ألمانيا أو لبنان، منتقداً مواقفه وتصريحاته التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تطاول شخصيات سياسية ودينية، «وهذا مخالف لاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية». وكشفت مصادر مطلعة أن كلام بو جبيب جاء على خلفية حديث ملتبس لكيندل عن أن لبنان ملزم باستقبال السوريين القادمين من سوريا إلى لبنان للحصول على تأشيرات من السفارات الأجنبية، وأكّد له أن هذا الأمر «غير دقيق ولا شيء يُجبر السلطات اللبنانية على ذلك». وقالت المصادر إن مسألة النزوح السوري أخذت حيزاً واسعاً من الجلسة.
واكد وزير الخارجية أن الموقف اللبناني الداعي لعودة النازحين إلى بلادهم موقف وطني موحّد، وأن السوريين الذين عادوا من لبنان طوعياً لم يتعرضوا إلى أي ملاحقة أو اعتقال من قبل السلطات السورية، لافتاً إلى أن النازحين الموجودين «ليسوا جميعهم لاجئين سياسيين، وطالما أن المنظمات الدولية تموّل معيشتهم فإن عودتهم لن تتحقق». وأشار بو حبيب إلى أن «هناك دولاً كثيرة في الاتحاد الأوروبي تدعم الموقف اللبناني، لأن قضية النزوح السوري تهدّد الوجود والمجتمع اللبناني، وأن الولادات السورية ستؤدي إلى خلل كبير لأنه بعدَ سنوات يُمكن أن يتجاوز عدد السوريين في لبنان عدد اللبنانيين».
بعد الاجتماع، سارع السفير الألماني إلى إرسال تقرير إلى إدارته شكا فيه من أنه تعرض لـ«تهديد» من وزير الخارجية اللبناني، طالباً التدخل لدى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. واستدعت الخارجية الألمانية السفير اللبناني في برلين مصطفى أديب للاستفسار، وطلبت منه نقل رسالة احتجاج عاجلة إلى ميقاتي الذي حدّد موعداً عاجلاً للسفير الألماني أمس.
وقالت مصادر وزارية إن الجلسة بين ميقاتي وكيندل كانت «إيجابية جداً وأدت إلى تذليل الخلاف». فيما أشارت مصادر الخارجية إلى أن «ما حصل لم يكُن سجالاً، بل تباين مُزمن في وجهات النظر بين الموقف اللبناني ووجهة نظر الدول الغربية وتحديداً الأوروبية في ملف النازحين»، وإلى أن هناك «تبايناً هيكلياً في النظرة إلى هذا الملف الشائك». ونفت أن يكون كلام وزير الخارجية قد انطوى على أي نوع من التهديد، «بل كانَ مجرد تذكير بعدم قدرة لبنان على التحمّل».