Advertisement

لبنان

لماذا الصوم؟

Lebanon 24
03-03-2023 | 22:55
A-
A+
Doc-P-1044128-638135065285790905.jpg
Doc-P-1044128-638135065285790905.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب المطران كيرللس بسترس في "النهار": يقول قداسة البابا فرنسيس إنّ الصومَ هو الزّمن المناسب لكي نرجعَ إلى ما هو أساسيّ، فنعودَ إلى حقيقة أنفسنا ونعود إلى الله وإلى إخوتنا. فالصوم يذكّرنا أوّلاً من نحن ومن أين جِئنا، ويُعيدنا إلى حقيقة الحياة الأساسيّة: الرّبّ وحده هو الله ونحن صُنعُ يديه. هذه هي حقيقتنا. نحن فينا الحياة، بينما هو الحياة. هو الخالق، بينما نحن طِينٌ ضعيفٌ جبلتٌه يداه. نحن جِئنا من الأرض ونحتاج إلى السّماء، نحتاج إليه. هو “جَبَلَ الإِنسانَ تُرابًا مِنَ الأَرض ونَفَخَ في أَنفِه نَسَمَةَ حَياة، فصارَ الإِنسانُ نَفْسًا حَيَّة” (تكوين 7:2). نحن موجودون لأنّ الله نفخ فينا نفخة الحياة. غالبًا ما ننسى ذلك، ونفكّر أنّنا نكفي ذاتنا، وأنّنا أقوياء، ولا نُقهَر. ونستخدم مساحيقَ تجميل لكي نعتقدَ بأنّنا أفضل ممّا نحن عليه، لكننّا غُبار.
Advertisement

لذلك، زمن الصوم هو المناسبة لكي نتذكّرَ من هو الخالق ومن هو المخلوق، ولنُعلنَ أنّ الله فقط هو الربّ، ولنتجرّدَ من الادّعاء أنّنا نكفي أنفسنا، وأنّنا بقدراتنا وحدها يمكننا أن نصنعَ الحياة، وأن نُبدِّلَ العالمَ من حولنا. هذا هو الزّمن المناسب لكي نَتُوب، ولكي نغيّر نظرتَنا أوّلًا إلى أنفسنا، لكي ننظر إلى داخلنا: فنرى كم مِنَ المُلهِيات والأمور السطحيّة تُشتِّت انتباهَنا عما هو مُهِمّ، وكم مرّة نُركِّز أنفسنا على رغباتنا أو على ما ينقصنا، ونبتعد عن مركز القلب، وننسى قبول معنى حياتنا في العالم. زمن الصوم هو زمن الحقيقة لكي نُسقِط الأقنعةَ التي نرتديها كلَّ يوم لنظهرَ بشكل مثاليّ في عيون العالم، ولكي نكافحَ، كما قال لنا يسوع في الإنجيل، ضدَّ الزُّور والنّفاق: ليس ضدَّ زُور ونفاق الآخرين، بل ضدّ الزُّور والنّفاق في أنفسنا.
ثمّ، هناك خطوةٌ ثانية: الصوم يدعونا أيضًا إلى أن نرجعَ إلى الله وإلى إخوتنا. في الواقع، إن رجعنا إلى حقيقة من نحن وأدركنا أنّنا لا نكفي نَفسَنا بأنفسنا، سنكتشف أنّنا موجودون فقط بفضل العلاقات: العلاقة الأصليّة مع الله والعلاقات الحيويّة مع الآخرين. إنَّ أيَّ ادعاءٍ بالاكتفاء الذّاتي هو خطأ، وإنّ عبادةَ الذات هي مدمِّرةٌ وتُغلِق علينا في قفص العزلة: ننظر إلى أنفسنا في المرآة ونتخيّل بأنّنا مثاليّون. حياتنا، عكس ذلك، هي أوّلًا علاقة: نِلناها من الله ومن والدينا، ويمكننا أن نُجدِّدَها دائمًا بنعمة الله وبفضل الذين يضعهم الله بجانبنا. زمن الصوم هو الزّمن المناسب لكي نُحييَ علاقاتِنا مع الله ومع الآخرين: لكي ننفتحَ على الصّلاة في صمتٍ ونخرجَ من قلعة ذاتنا المُغلقة، ونكسرَ قيود الفرديّة والانعزال ونكتشفَ من جديد، من خلال اللقاء والإصغاء إلى مَن يسير بجانبنا كلَّ يوم، ونتعلّمَ من جديد أن نحبَّه مثل أخٍ أو أُخت.

كيف نحقّق كلّ ذلك؟ لكي نُكمِّلَ هذه المسيرة – أن نرجع إلى حقيقة أنفسنا، ونرجع إلى الله والآخرين – نحن مدعوّون إلى أن نسلُكَ ثلاثَ طرقٍ واسعة: الصَّدَقَة والصّلاة والصّوم.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك