بدا واضحاً أنّ الساعات التي أعقبت التوتر الذي شهدته الحدود اللبنانية الإسرائيلية قد سحب فتيله على قاعدة تبريد الساحة اللبنانية وتحييدها أقلّه الآن وما لم تطرأ مفاجآت خطيرة جديدة.
وكتبت " النهار": هدا التبريد والتحييد بدا على خلفية استبعاد تورّط "حزب الله" في استهداف الجليل في مقابل استبعاد تعامل إسرائيل مع القصف الصاروخي الأخير من الجنوب بأنّه برعاية أو بتورط من "حزب الله" وحصر التبعة بحركة "حماس".
هذه المعادلة ارتسم بعض من ايحاءاتها في ما نقله اعلام إسرائيلي أمس عن مسؤول دفاعي إسرائيلي من أنّ رسائل نقلها "حزب الله" عبر وسطاء دوليين عديدين مفادها أنّه لم يكن جزءاً من الهجوم، ولم يكن على علم به مسبقاً وإن تقييمات المخابرات العسكرية الإسرائيلية تميل إلى قبول ادّعاء "حزب الله" على أنه واقعي.
ومساء امس، أعلن الجيش اللبناني العثور على منصة الصواريخ في سهل القليلة التي تم إطلاق أكثر من 34 صاروخاً منها باتجاه إسرائيل، بالإضافة الى عدد من الصواريخ التي كانت معدّة للإطلاق.
وعقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب لمتابعة البحث في الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب وموضوع الصواريخ التي اطلقت من الاراضي اللبنانية. وأعلن بو حبيب أنه تقرر توجيه رسالة شكوى الى الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، عبر المندوبة الدائمة بالوكالة لدى الأمم المتحدة في نيويورك جان مراد.
وقد حذر لبنان في كتابه من خطورة التطورات الاخيرة التي شهدتها المنطقة، لا سيما القرى الواقعة في الجنوب اللبناني، وأكد حرصه على العمل لسحب فتيل الفتنة والدعوة إلى تهدئة النفوس، محملا اسرائيل مسؤولية تداعيات اي تصعيد من شأنه أن يفجر الأوضاع على الحدود اللبنانية الجنوبية.
وفيما أكد لبنان تمسكه بسياسة ضبط النفس انطلاقا من وعيه لأهمية الاستقرار والهدوء ومن حرصه الثابت على الوفاء بالتزاماته الدولية، الا انه دان الاعتداءات التي نفذتها اسرائيل فجر الجمعة الواقع فيه 7/4/2023 على مناطق في جنوب لبنان، والتي عرضت حياة المدنيين وسلامة الأراضي اللبنانية للخطر، وقد اعتبرها عملا عدوانيا فيه: انتهاك صارخ لسيادة لبنان، تهديد للاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني، وخرق فاضح لقرار مجلس الامن الدولي 1701 وتهديد للسلم والأمن الدوليين.
كما جدد لبنان رفضه استعمال أراضيه كمنصة لزعزعة الاستقرار القائم مع احتفاظه بحقه المشروع بالدفاع عن النفس، وأعاد التأكيد على أن إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع الامم المتحدة وقوات اليونيفيل هي السبيل الأمثل لحل المشاكل والحفاظ على الهدوء والاستقرار، مبديا استعداده للتعاون الدائم مع قوات حفظ السلام على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وحرصه على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان.
من جهة أخرى، نبه لبنان من خطورة وتداعيات الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية في القدس الشريف، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة مضافا اليه الاستخدام غير المبرر للقوة المفرطة في دور العبادة بحق المصلين، ورفض إسرائيل الامتثال لدعوات مجلس الأمن والمجتمع الدولي للامتناع عن اتخاذ خطوات تصعيدية خلال زمن الإعياد المتزامن هذا العام لدى الأديان السماوية الثلاثة، حيث فاقمت إسرائيل بأعمالها العدوانية الوضع الامني ميدانيا، وسببت أجواء من التوتر في المنطقة بصورة عامة.
وطالب لبنان في كتابه مجلس الأمن والمجتمع الدولي إدانة الاعتداء الاسرائيلي بأشد العبارات، وبإلزام اسرائيل وقف خرقها لسيادة لبنان جوا وبحرا وارضا، ووقف تهديداتها المستمرة بتقويض السلم والأمن، وتنفيذ كافة موجباتها وفق القرار 1701.