ستشهد الساعات القليلة المقبلة تحركا لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية باتجاه بكركي حيث سيطلع البطريرك الماروني بشارة الراعي على آخر ما توصلت اليه الاتصالات على الصعيد الرئاسي، ووفقا لمصادر مطلعة، سيكون لفرنجية كلام في الرئاسيات بعد الاعياد، لكن امر اعلان ترشحه لا يزال موضع بحث ودراسة معمقة حول التوقيت المناسب وهو مرتبط بطبيعة الاتصالات الداخلية والخارجية التي ستشهد زخما في المرحلة المقبلة.
وفي هذا السياق كتبت جويل بو يونس في "الديار": المعلومات من مصادر موثوقة مطلعة على جو فرنجية، تؤكد بانه لن ينسحب راهنا، كما أنه لن يتحدث الى الاعلام قبل أن تتبلور الصورة أكثر فأكثر، وتشير المصادر الى أن ما يعزز هذه النظرية، هو تمسك حزب الله بفرنجية، لا سيما أنه أبلغ كل من يعنيه الامر بان لا خطة باء لديه راهنا، وأن فرنجية هو مرشحه الوحيد.
أكثر من ذلك، تكشف أوساط مطلعة بأن حزب الله، وعلى عكس ما يظن البعض، لا يزال يراهن على تبدل الموقف السعودي من الرفض الى عدم المعارضة، نتيجة التسويات الحاصلة في المنطقة، وفي مقدمها الايرانية - السعودية كما السعودية - السورية.
وعما إذا كان الحزب لم ييأس بعد ولم يتيقن بان وصول فرنجية الى بعبدا بات مستحيلا، مع رفض السعودية كما الاطراف المسيحية في الداخل اللبناني، اشارت الاوساط إن من «ينزل عن الشجرة بمواضيع أساسية وحساسة كاليمن وسوريا وايران، لن يصعب عليه ولن تتوقف الامور على موضوع يتعلق بلبنان»، وتتابع الاوساط «صحيح ان الموقف السعودي راهنا لا يرحب بمجيء فرنجية، لكننا في الوقت نفسه لم نسمع موقفا علنيا رسميا واضحا يؤكد رفض السعودية لوصول فرنجية». وتذكّر الاوساط «بأن اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي الذي تمحور حول امكان عودة سوريا للحضن العربي، واستعادة مقعدها بجامعة الدول العربية، حصل على ارض الرياض، وهذا يؤكد أن ما كان مستحيلا في السابق بات اليوم ممكنا، والامر نفسه قد يحصل بالملف اللبناني».
وعن الموقف الفرنسي، بعدما قيل إن باريس بدأت بتغيير موقفها بعدما تأكدت استحالة تبدل الموقف السعودي، وهذا ما انعكس تغييرا باللهجة الفرنسية من قبل السفيرة آن غريو التي سُرّب أنها ابلغت معارضين لفرنجية ان فرنسا لا تتمسك بفرنجية، لا سيما بعد اجتماع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل في السعودية، والذي قيل أنه كان سلبيا، تجيب الاوسط بالجزم بأن ما نشر غير دقيق، وتؤكد بان فرنسا لا تزال تتعامل مع ترشيح فرنجية على أنه مرشح رئاسي جدي، وتكشف أن هناك قناعة في السعودية بانه لا يمكن المجيء برئيس يعارضه حزب الله، ومن هنا ففرنسا تراهن على التقارب الحاصل بين ايران والسعودية كما بين السين السين لخلق أجواء تهيء الارضية لامكان غض النظر عن انتخاب فرنجية، شرط وصول رئيس حكومة من طرف 14 اذار.
وتكشف معلومات خاصة، بانه سبق زيارة فرنجية لباريس قبل حوالى الاسبوعين، اجتماع مطول ضمه الى أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، حيث حرص فرنجية قبل التوجه الى فرنسا على أخذ التطمينات من حزب الله اولا، وبالفعل هذا ما حصل، إذ تكشف اوساط موثوقة بان السيد نصر الله طمأن فرنجية وأراح هواجسه، حيث جدد على مسمعه بأن الحزب ثابت الى جانب دعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية.