مُنح الراهب الانطوني الاب توفيق معتوق وسام الفنون والآداب الفرنسي من رتبة فارس. وقد قلدته إيّاه، باسم وزيرة الثقافة الفرنسية اللبنانية الاصل ريما عبد الملك، مديرة المعهد الفرنسي في لبنان سابين سكورتينو في حفل مصغّر اقيم في الجامعة الانطونية.
وجاء في تغريدة على موقع "المعهد الفرنسي في لبنان" على تويتر: مَنح وسام الفنون والآداب من رتبة فارس من قبل سابين سكورتينو ، مديرة المعهد الفرنسي في لبنان الى الاب توفيق معتوق المدير الفني لمهرجان " بيروت ترنم". تكريم مرموق لمربّي وموسيقي موهوب جدا.
وكتب غسان حجار في" النهار": يستحق توفيق معتوق الإنسان، الراهب، الموسيقي، التكريم الذي منحته إيّاه وزيرة الثقافة الفرنسية، بوسام الفنون والآداب من رتبة فارس.
سُئلت الكثير عن الأب توفيق عندما غادر الى السعودية لتأسيس أوبرا خاصة، وأولى، بالمملكة، ثم انتقل الى أبوظبي، مديراً تنفيذياً لمهرجان أبوظبي الموسيقي الدولي. سئلت عما إن كان ترك الرهبانية، والتي له موقع فيها، وسلك طريقاً أخرى. لم أكن أملك جواباً صريحاً، إذ إنّ الكثيرين لا يزالون يحتفظون بمواقعهم، وإن ابتعدوا، وفضّلوا خيارات أخرى تعبّر عن حقيقة ذواتهم، وقد اكتشفوها لاحقاً. البعض يصبح أسير المحيط والضغوط الاجتماعية، ويخاف خوض غمار التغيير، أو الإعلان عنه. وهو حرّ في ذلك.
بالأمس، كان الجواب عن الأسئلة واضحاً. لم يقتصر التكريم على السفارة الفرنسية، بل كان تكريماً رهبانياً بامتياز في حضور الرئيس العام للرهبانية الأنطونية وجمع من الرهبان، وفي حرم دير سيدة الزروع، في بعبدا.
ظهر احتضان واسع لموهبة الأب معتوق، وتفهّم لإمكاناته وقدراته، بل تشجيع على رسالته في ترقية الإنسان، العربي خصوصا، إن لم يكن عبر البشارة، فعبر الموسيقى التي ترفع من قيمة الإنسان، كلّ إنسان وتجعله اكثر قربا من الله ومن اخيه الانسان اذ هي تهذب النفس اولا.
بالأمس وجدت أنا أيضاً جواباً عن تساؤلات كنت غالباً ما أطرحها عن الجمع بين الرسالة ومهمّات أخرى خارج المؤسسات الرهبانية التي ينضوي فيها من اختار الرهبنة سبيلاً.
المواهب لا تُحدّ في مكان وزمان، والرسالة لا تحدّها مجموعة قوانين، بالية أحياناً، بل يمكن أن تتحرّر من قيود، لتكون أكثر فعالية وتوسّعاً. وهو الامر الذي تجرأ عليه رهبان في الغرب اذ خاضوا غمار العمل في مؤسسات لا تخصهم، ويزرعون حيث يعملون.
وأظن أن رسالة توفيق معتوق، وغيره ممّن تمكّنوا من إقامة توازن بين الرسالة والموهبة، وجعل الواحدة في خدمة الأخرى، في علاقة تبادلية، متكاملة، هي أبلغ من التعبّد والصلاة.