قالت أوساطٌ سياسيّة مقربة من "التيار الوطني الحر" إنَّ رئيس "التيار" جُبران باسيل كان طرحَ سابقاً ومراراً مسألة "الصندوق الإئتماني" واللامركزية الإدارية الموسعة على "حزب الله" حتى قبل الإستحقاق الرئاسيّ، إلا أنه في ذلك الحين لم يحصل على أجوبة حاسمة في هذا الإطار.
وأوضحت المصادر أنَّ معضلة إنتخابات الرئاسة دفعت باسيل لتقديمِ هذا الطرح مُجدداً تسهيلاً للعلاقة مع "حزب الله" فقط وكي يحفظَ "خطّ الرجعة" معه، مشيرة إلى أنه ما من بابٍ آخر يمكن لباسيل الدخول منه إلى حارة حريك سوى "اللامركزية الإدارية الموسعة" التي تعتبرُ ملفاً مرتبطاً إلى حدّ كبير بإتفاق الطائف.
ورأت المصادر أن حديث باسيل يوم أمس عن "إتفاق أولي" مع الحزب لا يعني أنَّ هناك تسليماً من الأخير بمطالب رئيس "التيار" بشكلٍ كامل، وأضافت: "باسيل لم يأخُذ وعوداً حاسمة وقاطعة من جهة حارة حريك، لكن الأخيرة لديها مصلحة في طمأنة التيار ولو بتسهيل مطالبه من خلال دعمها نيابياً وبرلمانياً وحكومياً خلال الفترة المقبلة".
وأشارت المصادر إلى أنَّ ما يطمحُ إليه باسيل حالياً هو أمرٌ واحد، ويكمن في سعي الحزب لإقناع رئيس مجلس النواب نبيه بري بالسير بما يريده، وقالت: "هنا يكمنُ بيت القصيد.. باسيل يراهن على بري بالدرجة الأولى، وفي حال لم يكن الأخير راضياً عن باسيل، عندها لن يحصل رئيس "التيار" على ما يُريد بسهولة".