نمر جميعنا كسائر البشر بظروفٍ تجعلنا نعيش حالة من القلق والتوتر، ونعيش تحت ضغوطٍ كثيرة، سواء كان ذلك أعباء مالية، أو وظيفة صعبة، أو مشاكل في العلاقات، ما يجلب المزيد من المشاعر السلبية الإضافية.
ولكن بصرف النظر عن الشعور بالقلق أو الإرهاق، قد يكون التوتر السبب وراء اكتسابك الوزن الزائد. هذه حقيقةٌ يؤكدها الكثيرون من الخبراء، ولذا فإننا هنا نشاركك الطرق التي يمكن أن يسبب بها التوتر زيادة الوزن، وما يمكن فعله حيال ذلك.
كيف يؤثر التوتر في زيادة الوزن؟
أنماط النوم الخاطئة:
إن الحصول على قسطٍ جيد من الراحة أثناء الليل أمر مهم، إذ عادةً يسير التوتر ونوعية النوم جنباً إلى جنب، فعند الشعور بالتوتر والقلق، قد نواجه مشكلة في النوم، ويُعتقد أنه عامل مهم في انتشار الوزن الزائد والسمنة.
كما أنه عندما لا نحصل على نوم جيد ومتسق، فإن «هرمونات الجوع» لدينا تخرج عن السيطرة، وهذا يمكن أن يؤثر سلباً في التمثيل الغذائي الخاص بنا، واختياراتنا الغذائية.
الأكل العاطفي:
عند الشعور بالتوتر، فإننا نتوجه عادةً إلى المطبخ، ونبدأ في التقاط أي شيء موجود أمامنا، وهذا ما يسمونه بـ"الأكل العاطفي"، الذي يمكن أن يسبب زيادة غير مرغوب فيها بالوزن.
ويمكن أن يساهم الإجهاد في زيادة الوزن من خلال آليات مختلفة، حيث يلجأ الأفراد غالباً إلى تناول الأطعمة ذات الطاقة العالية الكثيفة، مثل: البيتزا والمعكرونة وأصابع الدجاج، للتغلب على ذلك الشعور، ما يؤدي إلى زيادة الوزن في نهاية الأمر.
ارتفاع مستويات الكورتيزول:
عند الشعور بالتوتر، ترتفع مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر)، ما يؤثر بشكلٍ مباشر على عملية التمثيل الغذائي بطريقةٍ سلبية، حيث أثبتت الأبحاث أن الكورتيزول يبطئ عملية التمثيل الغذائي، ما يجعل التحكم في الوزن أكثر صعوبة.
إلى جانب ذلك، يعزز الكورتيزول تراكم الدهون، ما يساهم بشكل أكبر في زيادة الوزن، وكذلك قد يؤدي إلى قلة النوم الجيد، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة السكر في الدم.
عدم التخطيط لوجبات صحية:
يؤدي الأسبوع المزدحم والمُتعب إلى عدم اتخاذ خيارات صحية للوجبات، فعندما لا يكون لدينا الكثير من الوقت، من السهل أن تقرري تناول الوجبات السريعة، والوجبات الخفيفة، التي تؤثر في زيادة الوزن.
انخفاض فاعلية الأنسولين:
يعتبر الأنسولين مهماً عندما يتعلق الأمر بمساعدة الغلوكوز في الجسم على دخول خلايا الكبد والدهون والعضلات، وهذا يساعدها على الاستفادة منه كمصدر للطاقة، لكن التعرض للتوتر المزمن يقلل فاعلية الأنسولين، ويؤدي في النهاية إلى زيادة وزن الجسم، حيث يعمل الأنسولين على تنظيم تخزين الدهون في الأنسجة الدهنية.
كيفية التعامل بفاعلية مع زيادة الوزن المرتبطة بالتوتر:
يجب التفكير في الجانب الذي يسبب لنا التوتر، والقيام بإجراء التعديلات اللازمة. إن إجراء تعديلٍ واحدٍ يؤثر في جميع المجالات الأخرى للصحة شيئاً فشيئاً، لذلك تبدأ مستويات التوتر في التحسن. على سبيل المثال، اكتشفوا طرقاً لإضافة المزيد من الحركة إلى حياتكم، مثل: الخروج في نزهة، والمشي حول المدينة.
الاحتفاظ بمذكرة عن الطعام والمزاج:
بعض عادات الأكل تكون نتيجة الملل والمماطلة والمشاعر، لذا من المهم حقاً الوضع في الاعتبار الأسباب التي تسبب العادات السيئة، والاحتفاظ بمذكرة طعام لتتبع الطعام، والحالة المزاجية.
الإعتماد على مسكنات التوتر الطبيعية:
ابدأوا بتجربة مسكنات التوتر الطبيعية، حيث يمكن أن يكون ذلك من خلال تركيز الجهود على نظام غذائي جيد، يتضمن المزيد من الفواكه والخضروات، وأخذ حمام فقاعات دافئ، وتجربة بعض التأمل الموجه.