برز موقف أميركي على لسان المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركيّ جون كيربي، إذ قال إننا «لم نرَ أنّ حزب الله ينضم حتى الآن فعلياً لمساعدة حماس، بما يُمكن القول إنّه توسيع للمعركة».
لكن، على عكس ما قاله كيربي، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعاد طباعة دليل قديم لتكتيكات الدفاع المنسية منذ عام 1956، ليستطيع التعامل مع المعارك مع حزب الله، وهو يحتوي على تكتيكات، منها كيفية حفر الفصائل العسكرية لجحور تشبه جحور الثعالب، وذلك مع تحول الصراع بين إسرائيل وحزب الله إلى ما بات يوصف بأنه «حرب غير رسمية»، أو حرب بكل أركانها ما عدا اسمها.
ورأت الصحيفة الأميركية أن «حرباً غير معلنة تختمر على طول الريف الجبلي الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان. وينخرط في تلك الحرب العدد نفسه من الجنود المشاركين في الحرب داخل قطاع غزة»، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين الأميركيين يحاولون -بلا جدوى حتى الآن- أن يتوسّطوا في اتفاق لوقف إطلاق نار، يسحب حزب الله بموجبه قواته بعيداً عن الحدود، فيما حثّت الولايات المتحدة إسرائيل على عدم شن هجوم بري على الجنوب اللبناني. لأن خطوةً كهذه ستؤدي إلى تصعيد حادّ لحرب الشرق الأوسط.
وكتبت" الشرق الاوسط": لم يعد خافياً أن «حزب الله» رغم الاستفزازات الإسرائيلية المتتالية وآخرها تكثيف عمليات الاغتيال التي تطال قادته وعناصره، يتمسك بسياسة ضبط النفس ويحاول تثبيت قواعد الاشتباك القائمة منذ عام 2006 والتي توسعت بعد عملية «طوفان الأقصى» وتتمادى إسرائيل بخرقها بشكل شبه يومي. كما لم تدفعه الاغتيالات المتتالية لقادته وعناصره والتي تكثفت بشكل كبير منذ مطلع العام، للخروج عن هذه القواعد.
وبينما يرد كثيرون تجنب الحزب الحرب الموسعة إلى قرار إيراني واضح في هذا الإطار يخدم مصالح طهران العليا وإلى هشاشة الوضع اللبناني الداخلي اقتصادياً وسياسياً، تشير مصادر مطلعة على جو «حزب الله» إلى أن السبب الأساسي لاستمرار الحزب بامتصاص الاستفزازات الإسرائيلية هو تيقنه من أنه «لا مصلحة للبنان بالحرب الواسعة ولكونها تخدم إسرائيل لجهة توريط أميركا فيها»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «اقتصاد لبنان لا يتحمل اليوم حرباً تدميرية، أضف إلى ذلك أن حرباً كهذه ستحجب ما جرى في غزة وتعود لتطمس القضية الفلسطينية التي عادت لتتصدر اهتمامات دول العالم».