في بداية عام 2023 أبصرت سيارة "ليرة" النور وهي سيارة لبنانية 100% لتكون أول سيارة كهربائية تعمل أيضا على الطاقة الشمسية تُصنّع في لبنان بمواصفات تكنولوجية حديثة وبمُبادرة فردية قام بها المهندس الميكانيكي هشام حُسامي.
وأصر حسامي ان يتوسط علم لبنان والأرزة سيارة "ليرة" النموذجية، آملا في ان تكون مبادرته فاتحة خير لتشجيع الصناعات الوطنية وتسويقها عالميا، وحاليا هو في طور إطلاق سيارة جديدة هي عبارة عن نسخة جديدة لسيارة "ليرة" لعام 2024.
سيارة رياضية هذه مواصفاتها
في حديث لـ "
لبنان 24"، أوضح حُسامي ان "سيارة "ليرة" بنسختها الجديدة هي سيارة كهربائية تصل سرعتها لغاية 85 كلم في الساعة وتسير بعد شحنها لغاية 250 كلم وتتمتع بقابس حراري(chargeur ) يشحنها خلال فترة نصف ساعة فقط وبعدها يُمكن ان تعاود السير أيضاً لغاية 250 كلم، وهي متطورة أكثر عن النسخة القديمة من حيث عملية التصنيع والتقنيات التي تم اعتمادها".
وأشار إلى انها "سيارة رياضية تتسع لشخصين ويمكن أيضا ان يفتح سقفها وبالتالي تُصبح سيارة كهربائية كشف".
مع الإشارة إلى ان سيارة "ليرة" القديمة تعمل بالكامل على الطاقة الشمسية، وتشحن نفسها تلقائياً طالما أنها تسير على الطريق والطقس مشمس. وهي مزودة كذلك ببطاريات تسمح بإعادة الشحن من أي محطة كهربائية أو أي مصدر آخر للكهرباء.
تقنياً، يلفت حسامي إلى ان "السيارة مُجهزة بكاميرات أمامية وخلفية وبشاشة android وتحتوي على جهاز GPS ، وما يُميزها أيضا ان أبوابها تفتح إلى الخلف أي عكس السيارات العادية مما يُسهل عملية الدخول إليها والخروج منها وبالتالي هذا الأمر يُعطيها رونقا مميزا".
وأضاف: "كنا نخطط لإضافة تقنية الـ auto drive أي ان تسير السيارة لوحدها عبر برنامج الذكاء الاصطناعي وايصال السائق إلى المكان المحدد الذي يختاره ولكن اكتشفنا انه لا يمكننا ادخال هذه التقنية حاليا لأن طرقات لبنان غير مُجهزة لهذه التكنولوجيا وليس هناك إشارات سير والكاميرات لا يمكنها ان تقرأ متى يجب على السيارة ان تتوقف ومتى يجب ان تسير ولكن في المستقبل سنُضيف هذه التقنية خاصة في حال تمكنا من تصدير السيارة إلى الخارج فمن الأفضل ان تكون هذه التقنية أي auto drive موجودة داخل السيارة في البلدان التي تكون طرقاتها مجهزة لهذا النوع من التقنيات".
تُنافس السيارات الكهربائية
وشدد حُسامي على ان "ليرة" ستُنافس السيارات الكهربائية العالمية من حيث الجودة والنوعية والأسعار، مُشيراً إلى انه "في حال تأمن التمويل وتمكنا من بناء مصنع لتصنيع عدد كبير من هذه السيارات نتوقع ان يكون سعر السيارة الواحدة نحو 4 آلاف دولار".
وأشار إلى انه "بعد إطلاق سيارة "ليرة" بنسختها الأولى انقطع التواصل مع وزارة الاقتصاد"، وقال إن "الأوضاع الإقليمية المتوترة والحرب في غزة والتصعيد في جنوب لبنان أثرت على مجيء بعض المستثمرين الذين أبدوا نيتهم الاستثمار في هذا المشروع وبالتالي تأجلت هذه المشاريع نظرا لما يمر به البلد".
وتابع: "لا دعم رسميا لهذا المشروع سواء داخليا او خارجيا او من خلال المستثمرين. ومشروعنا لا يزال ينتظر الدعم لكي نستطيع الاستمرار به، ونحن بانتظار المُستثمرين لنتمكن من القيام بمشاريع اقتصادية إنمائية يحتاج اليها البلد وتؤمن فرص عمل للشباب وتحرك العجلة الاقتصادية".
وشدد حُسامي على ان "لبنان بحاجة لمشاريع اقتصادية وصناعية مُماثلة وهو لن يخرج من أزمته الاقتصادية الخانقة الا من خلال مشاريع ضخمة تستطيع ان تؤمن واردات كبيرة للبلد وفرص عمل للبنانيين".
ماذا عن السيارة الطائرة؟
حُسامي كان ذكر في حديث سابق عبر "لبنان 24" قيامه بدراسة لتصنيع سيارة "ليرة" الطائرة، فأين أصبح هذا المشروع؟ يقول حسامي: "أطلعنا وزارة الاقتصاد عن مشروع السيارة الطائرة من أجل تأمين الدعم له لكن لم يتأمن التمويل وبطبيعة الحال هذا المشروع توقف حاليا فنحن لا نستطيع ان نكمل به لأنه يفتقر لرأسمال".
من جهة أخرى، كشف حُسامي انه "بمبادرة فردية قرر تصنيع سيارة تكون مُغطاة بالعلم القطري لكي تُشارك في إكسبو قطر على ان تُعرض داخل الجناح اللبناني لكي نبرهن للعالم انه لدينا أيضا صناعات متقدمة ومن ثم نقدمها بعد انتهاء هذا الحدث إلى دولة قطر كعربون محبة وصداقة ولكن للأسف برزت عدة عراقيل ولم نتمكن من عرض هذه السيارة في إكسبو قطر".
ويؤكد حسامي ختاما انه "يحاول تنفيذ مجموعة أفكار ومشاريع اقتصادية وإنمائية وصناعية لتحريك العجلة الاقتصادية والخروج من الأزمة التي نمر بها وتحسين أوضاع البلد ورفع اسم لبنان في العالم لنبرهن انه بالرغم من الأزمات الصعبة التي يمر بها لدى أبنائه القدرة على تخطي الصعاب".
يسعى مُخترع سيارة "ليرة" ان يحوّل مبادرته الشخصية إلى صناعة وطنية تضع لبنان عالمياً على خارطة تصنيع السيارات الكهربائية فهل سينجح بذلك؟