كتبت روزانا بو منصف في" النهار":
لا يزال هناك مقدار كبير من الأمل على الصعيد الديبلوماسي بالتوصل الى هدنة قبل بدء شهر رمضان على رغم العراقيل التي تشهدها المفاوضات الجارية على اكثر من مستوى فيما تضغط الولايات المتحدة بقوة في هذا الاتجاه من اجل عدم الذهاب الى تفجير للوضع في الضفة الغربية كما في غزة وربما في المنطقة كذلك . وتشكل زيارة الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان واسرائيل جزءا لا يتجزأ من ضمن هذا المسعى الذي يهدف الى تطويق التوترات ومنها اظهار العزم على اتخاذ إجراءات دبلوماسية لتحقيق الاستقرار على الحدود اللبنانية الاسرائيلية والمساعدة في تهدئة التوتر في المنطقة الأوسع نتيجة لذلك. فيما ان اللعب على حافة الهاوية مستمر ان في المفاوضات حول الهدنة او من خلال الجنوب اللبناني على رغم الخطورة التي يكتسبها ذلك .
هناك انتخابات عامة يتوقع اجراؤها في بريطانيا في النصف الثاني من هذه السنة كما هناك الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ولا يرغب القادة في اي منهما مواجهة تداعيات استمرار الحرب على غزة . فالكارثة الانسانية في غزة باتت تثقل على دول العالم بحيث لم يعد زعماؤه قادرين على السكوت عنها او تجاهلها وهي غير القصف الاجرامي او ملاحقة عناصر حركة " حماس" او سواها من التنظيمات الراديكالية.
ويمكن القول بالنسبة الى هؤلاء الديبلوماسيين المراقبين ان حرب المجاعة التي تمارسها اسرائيل اشاحت بالاهتمامات الدولية الى هذا الجانب المأساوي مما يجري في غزة بدلا من التركيز على ضرورة حل الدولتين والانشغال بذلك في هذه المرحلة لا سيما ان بعض المواقف التي صدرت ومنها الموقف البريطاني تحدث عن امكان ان تعترف بريطانيا مثلا " رسميا بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة وقبل ان تبدأ المفاوضات الرسمية بين اسرائيل والفلسطينيين ". ويخشى ان تتآكل او تضمحل كل تلك المواقف والاستعدادات حول حل الدولتين مع هدوء الحرب نسبيا بالاضافة الى المتغيرات الخارجية.
ويخشى كذلك أن تخفف صعوبة المفاوضات الجارية حول وقف للنار واطلاق الاسرى والرهائن ولبضعة اسابيع فقط من التوقعات حول مدى واقعية التطلعات طويلة المدى المتعلقة بحل الدولتين في ظل الوقائع المتصلة باسرائيل من جهة وبالفلسطينيين من جهة اخرى والذين لم تستطع " النكبة " الجديدة التي رأى البعض انها تماثل نكبة 1948 او جريمة الابادة الجماعية كما رأها البعض الاخر في جمع الفلسطينيين على مواقف واحدة .
وهذا محبط في حد ذاته ولا يخدم القضية الفلسطينية ولا من يدافع عنها. وهذا عدا عن الواقع المأساوي الذي وعلى رغم رفض تهجير الفلسطينيين راهناً فانه سيؤدي الى هجرة كثيفة على المدى القريب فيما ان الواقع صعب في المنطقة والذي يؤكد على وجود اجندات مختلفة يخشى انها لن تساعد في الاهداف القريبة المدى فكيف بالابعد منها.