نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تطرّقت فيه إلى عملية إستهداف إسرائيل لمحيط القنصلية الإيرانية في دمشق قبل يومين، والتي أسفرت عن مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمه "لبنان24" إنّ الحرس الثوري الإيراني واجه، يوم الإثنين الماضي، وباغتيال زاهدي وعدد آخر من المستشارين الإيرانيين، الضربة الأعنف بعد إغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في العراق خلال شهر كانون الثاني 2020.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ إيران اعترفت بأنّ القيادة العليا للحرس الثوري في سوريا ولبنان كانت موجودة في المبنى الذي تعرّض للقصف، على اعتبار أن زاهدي هو قائد "فيلق القدس" في سوريا ولبنان ضمن الحرس الثوري، فضلاً عن مسؤولين آخرين لديهم ارتباط بنشاط الحرس في البلدين المذكورين.
وقال التقرير أيضاً إن زاهدي كان مسؤولاً عن تعزيز وتنظيم بنية "حزب الله" في لبنان، خصوصاً بعد إغتيال القائد العسكريّ للحزب عماد مغنية إثر إنفجارٍ في سوريا عام 2008، وأضاف: "في منزل آمن بدمشق، في منطقة مليئة بمنشآت استخباراتية ومكاتب سرية مرتبطة بإيران، في المنطقة المجاورة للسفارة الإيرانية في المدينة، اعتاد مغنية أن يلتقي بسليماني من جهة وزاهدي من جهة أخرى، والذي شارك بعمق في إنشاء حزب الله وتحويله إلى قوّة عسكرية كبيرة جداً".
ووصفت الصحيفة زاهدي (60 عاماً) بأنه أحد أكبر القادة وأقدمهم وأكثرهم خبرة ضمن الحرس الثوري الإيراني، مشيرة إلى أنه كان يتولى إثنتين من أهم الساحات وأكثرها حساسية بالنسبة للإيرانيين في الشرق الأوسط.
الصحيفة تقول أيضاً إنه من وجهة نظر إسرائيل، يعتبر زاهدي"وجه الشر" وأحد الأعداء الرئيسيين لتل أبيب، كما أنه مسؤول عن تعزيز "حزب الله" وفتح الجبهة ضد إسرائيل، كما أنه المسؤول عن تعزيز المجموعات المسلحة التي زرعها في سوريا ولبنان ضدّ إسرائيل.
كذلك، قالت الصحيفة إنّ جبهة الحوثيين في اليمن تقع تحت نفوذ زاهدي، مشيرة إلى أن الأخير كان يدفعُ باتجاه تهريب الأسلحة إلى إسرائيل لإشعال جبهة الضفة الغربية وتنفيذ اغتيالات داخل إسرائيل.
وقالت الصحيفة إنه في ظلّ جبهة لبنان المشتعلة بين إسرائيل و "حزب الله"، فإنّ تل أبيب تمحو من الخريطة سلسلة من كبار المسؤولين الإيرانيين و "حزب الله" إلى جانب المرافق والمستودعات المملوكة من الطرفين المذكورين، وأضافت: "لقد أظهر الجناح الاستخباراتي في الجيش الإسرائيلي أنه يتمتع في هذا القطاع بتفوق استخباراتي غير عادي. لدى تل أبيب معلومات دقيقة من أجل قتل العديد من كبار مسؤولي حزب الله وضرب العديد من الأهداف بطريقة تحرج أمين عام الحزب حسن نصرالله مراراً وتكراراً".
وزعمت "يديعوت أحرونوت" أنّ تفجير دمشق وتصفية كبار المسؤولين، يُشكل تحدياً صعباً لنصرالله والإيرانيين، وأضافت: "في الواقع، احتوى نصرالله عملية إغتيال إسرائيل للقيادي في حركة حماس صالح العاروري مطلع العام الجاري في بيروت، واكتفى بقصف رمزي لقاعدة ميرون الجوية في شمال إسرائيل. هذه المرة، وبعد قصف محيط السفارة الإيرانية في دمشق، فإنّ الأمر لا يتعلق فقط بوخز إصبع في عين الإيرانيين، يمتد الأمر إلى منحى أبعد بكثير، وقد تعتبرُ طهران ما جرى بمثابة أمر خطير للغاية".
وفي الختام، سأل التقرير: "هل يكتفي نصر الله هذه المرة بشيء رمزي، أم أنه سيلجأ إلى رد أشد قسوة عندما يعلم أنه يمكن أن يعرض نفسه للخطر أيضاً؟ هل الطريق إلى حرب شاملة قصيرة؟".