عادت الأنظار لتتجه مجدداً إلى مدينة صفد في شمال فلسطين المحتلة، إذ تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، عن تلقي المدينة ضربة صاروخية كبيرة مصدرها لبنان.
القصف الذي طال صفد عبر 35 صاروخاً، كما زعم الإعلام الإسرائيلي، هو الثاني من نوعه خلال شهرين ومنذ بدء الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل يوم 8 تشرين الأول الماضي. فخلال شهر شباط الماضي، جرى إطلاق صواريخ دقيقة من لبنان باتجاه قاعدة عسكرية في صفد، ما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى.
حينها، لم يعلن "حزب الله" تبنيه لـ"ضربة شباط"، فيما بقي الفاعل "مجهولاً" حتى وإن كان العدو الإسرائيلي قد نسب هجوم صفد إلى الحزب في ذلك الحين، فيما اعتبرت تل أبيب ما حصل بمثابة تطور خطير على صعيد الجبهة مع لبنان.
وعلى صعيد ضربة اليوم، فقد أعلن "حزب الله"، استهداف مقرّ قيادة لواء المُشاة الثالث التابع للفرقة 91 في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
وذكر الحزب أنّ الضربة التي نفذها جاءت رداً على استهداف العدو الإسرائيليّ القرى الجنوبية والمنازل المدنية وآخرها في صريفا والعديسة ورب ثلاثين.
وللإشارة، فإن الضربة التي نفذها "حزب الله" لم تستهدف صفد بشكل دقيق، فالقاعدة التي قصفها تقع قرب المدينة المذكورة، وكان سبق أن أطلق الحزب 48 صاروخ كاتيوشا باتجاهها يوم 23 تشرين الثاني 2023.
كم تبعد صفد عن حدود لبنان؟
تبعد صفد عن حدود لبنان مسافة 29 كلم وعلى بعد 134 كلم شمال القدس.
وتقع المدينة في منطقة الجليل، وهي اليوم في المنطقة الشمالية لإسرائيل وتتميز بموقعها الاستراتيجيّ الذي جعلها هدفًا لكل الحملات التي مرت بالمنطقة، وحاولت كل القوى الاستعمارية عبر التاريخ السيطرة عليها بسبب كونها تقع على الطريق الذي يمتد إلى دمشق.
وترتفع صفد فوق مستوى سطح البحر ما بين 790-840 مترا، وتطل على أراضي مرجعيون وصور شمالًا، وبحيرة طبرية وغور بيسان جنوبًا، وجبال زمود والجرمق شرقًا، وسهول عكا والبحر المتوسط غربًا.
وتقع على خط طول 35.29 شرقًا، وخط عرض 32.58 شمالًا، ويقع جبل جرمق إلى الغرب منها، وهي تطل على بحيرة طبريا، وبيت شيعان.
بماذا تشتهر صفد؟
تُعتبر صفد من أقدم المدن الفلسطينية تاريخيًا وقد أسسها الكنعانيون على قلعة تريفوت على السفح الجنوبيّ الغربيّ لجبل كنعان.
وتُعد صفد من المدن الجميلة التي تشتهر بأشجار الزيتون واللوز وينابيع المياه العذبة.
ومن أشهر معالمها إلى جانب قلعة صفد، الجامع الأحمر الذي تم تشييده من الأحجار الحمراء المصقولة، وجامع الشيخ نعمة، وجامع الحمام العنبري، بالإضافة إلى جامع الأمير فيروز ومتحف المدينة.
ويبلغ عدد سكان صفد نحو 28,000 نسمة غالبيتهم اليوم من اليهود، وذلك بعد تهجير سكانها من العرب في عام 1948.