أسبوع مرّ على إعلان استشهاد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تاركاً وراءه فراغاً كبيراً في حزبه الذي اغتالت إسرائيل قيادييه الواحد تلو الآخر.
حالياً، المعركةُ العسكرية مستمرة في جنوب لبنان بين الحزب والجيش الإسرائيلي وضمن معركة بريّة ليس معروفاً "مداها" أو "أفقها" ولا حتى نتائجها.
حتى الآن، يُمارس "حزب الله" عمليات الدفاع بينما لم يبادر حتى الآن إلى الهجوم المُطلق أو بالتوغل البري المُضاد ضد الأراضي الإسرائيلية، وذلك وفق ما كانت تُخطط له قيادة الحزب عبر قوة "الرضوان".
يكتفي الحزبُ حالياً بالتصدي، بينما يستطيع حتى الآن تأمين خطوطه الخلفية لإطلاق الصواريخ، فيما تحركاته عند الحدود تتمّ وفق آليات معقدة وسرية أقله من الناحية الميدانية.
ولكن.. رغم كل ذلك.. ما الذي يفتقده الحزبُ الآن رغم صموده العسكريّ على الجبهة؟ ما هي العامل الذي ينقصه في ظل معركة وجودية حقيقية أطاحت بقيادته العليا في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت؟
أبرز ما يفتقده "حزب الله" الآن هو "التوجيه"، فالمسألة هذه أساسية للمقاتلين. حتماً، كان المُحرك الأول للجبهة وللمقاتلين هو نصرالله نفسه، لكنه غاب باغتياله، ما يجعل الزخم الذي يحصلُ عليه المقاتلون في الجبهة غائباً نوعاً ما.
ما يجري أيضاً هو أن إسرائيل وبتكثيف ضرباتها للضاحية واغتيال المسؤولين الكبار في الحزب، تسعى للتأثير على الجبهة الأمامية، ما يشير إلى أن الهدف الأساس من وراء ذلك هو قطع خطوط الحزب بين بيروت والجنوب.
تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إن كل ما يجري مُريب، موضحة أنّ التمسك باليوم بما يجري في الجبهة الجنوبية هو الأساس، في حين أن المطلوب أيضاً من "حزب الله" حماية خطوط إمداده بين البقاع والجنوب، وتُضيف: "صمود الحزب يرتبط بهذه الخطوط باعتبار أن منطقة البقاع تمثل معقلاً لوجستياً وعسكرياً للحزب، كما أنها تمدّه بالكثير من الأعتدة اللازمة وأيضاً بالمقاتلين إن لزمَ الأمر".
أمام كل ما يجري، يجب الوقوف عند المأزق الذي يواجهه "حزب الله" على الصعيد القياديّ، وإن جرى التركيز قليلاً على مسألة التوجيه، يفترض تماماً أن تكون هناك آليات فعلية لتنفيذ هذا الأمر حتى وإن كانت القيادة غائبة علناً.
ما يُمكن قوله هنا أن الفراغ الذي يملأ "حزب الله" يمكن تعويضه مرحلياً عبر من بقي من "قيادات بديلة"، فوظيفتها التوجيه الميداني استناداً للخطط التي وضعها أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله. هنا، تقول مصادر مطلعة على أجواء "حزب الله" لـ"لبنان24" إن "الأمين العام للحزب الشهيد حاضر معنا في خططه وفي ما رسمه، وبالتالي لا خوف على المقاتلين والمجاهدين ضد إسرائيل".
أضف إلى ذلك، فإنّ وجود المستشارين الإيرانيين إلى جانب الحزب يمنحُ الكثير من التوجيهات العسكرية المطلوبة، ذلك أن هذا الأمر يعطي خبرة إضافية للعناصر ويجعلهم أكثر إحاطة بالعمل الميداني حتى وإن كانت القيادة المركزية غائبة.
عملياً، يمكن أن يستمر "حزب الله" حالياً بتنفيذ مهماته القتالية من خلال ما تبقى من قياديين فعليين، لكن هذا الأمر لا ينفي أبداً الخطوة الأساس المرتبطة بتعيين قيادة جديدة لـ"حزب الله" سيكون لإيران الدور الأكبر في اختيارها من أجل المرحلة المقبلة.
وإن كان المسارُ لما سيجري غير واضح، إلا أن النتيجة المطلوبة وراء كل ذلك هي التالية: "الحفاظ على جنوب لبنان وعدم الانكسار".. هذا ما يريده شارع "حزب الله" وهذا ما يريده غالبية اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم.