ينصب الاهتمام المحلي والعربي على ما يمكن أن يصدر عن القمة العربية – الاسلامية التي تعقد اليوم في الرياض بدعوة من المملكة العربية السعودية للبحث في العدوان الاسرائيلي المستمر على الأراضي اللبنانية، ولحشد الدعم للموقف اللبناني بشأن وقف النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701.
وتبحث القمة استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وتنسيق المواقف بين الدول الأعضاء والتي تندرج في اطار تقييم ومتابعة تنفيذ قرارات قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في جدة في 11 تشرين الاول 2023. وانطلقت أمس أعمال القمة باجتماع وزاري تحضيري، ترأسه وزير الخارجيةالسعودية الأمير فيصل بن فرحان.
وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يترأس وفد لبنان في قمة الرياض، أنه يجب أن تكون الدولة هي صاحبة القرار الأول والأخير بكل الأمور، وأعرب عن أمله، في اجتياز هذه المرحلة الصعبة في أسرع وقت ممكن ونتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتنفيذ القرارات الدولية. وشدد على أنّ الأساس هو القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب وأن لا يكون هناك سلاح إلا سلاح الشرعية.
وتشدد مصادر وزارية على أن لبنان سوف يؤكد أهمية الدعم السياسي العربي والإسلامي له من أجل الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار وتطبيق القرارات الدولية لا سيما القرار 1701، فضلاً عن أن لبنان سيتمنى على الدول المشاركة في القمة دعم لبنان على المستويات الانسانية والصحية والإغاثية.
وسيلتقي رئيس الحكومة على هامش القمة عدداً من القيادات العربية في سياق اتصالاته وحراكه الذي يقوم به من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وعلى خط آخر، حاول الإعلام الاسرائيلي الترويج لمسودة اتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان، إلا أن المعلومات تؤكد أن كل التسريبات الإسرائيلية لا أساس لها من الصحة. وتشير مصادر مطلعة إلى أن لبنان الرسمي لم يتسلم مسودة اتفاق وقف النار كما روّج الإعلام الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لم يحدد موعداً لزيارة لبنان، وأن التسوية لا تزال غير جاهزة. فيما تلقى الرئيس نجيب ميقاتي اتصالاً من هوكشتاين الذي لم يؤكد حضوره الى لبنان، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يتلق أي اتصال رسمي بشأن زيارة جديدة لهوكشتاين، وهو متمسك بالاتفاق الذي حصل بينه وبين الأخير من دون زيادة او نقصان في حين أن الوسيط الأميركي يعمل على إعادة صياغة الاتفاق من جديدة ليكون أكثر وضوحاً ولا يلق رفضاً إسرائيلياً.
وقالت مصادر لبنانية مواكبة لحركة المبعوث الأميركي وعلى تواصل معه، إن لبنان لم يتبلغ حتى الآن بأي معلومات تتحدث عن زيارة مرتقبة له إلى الشرق الأوسط، أو تفعيلاً للمبادرة السابقة التي حملها في زيارته الأخيرة إلى بيروت في الشهر الماضي، أو إلى تل أبيب قبل موعد الانتخابات الأميركية بنحو أسبوع. وأضافت المصادر أن لبنان الرسمي لم يتبلغ بأي جديد بخصوص المبادرات الدولية.
وقالت المصادر، أنّ هناك احتمالاً بأن يرسل هوكشتاين إلى بيروت قريباً ورقة مقترحات محدّدة لوقف إطلاق النار. ولكنها شدّدت على أنّ المطلوب هو الضغط على الإسرائيليين لخفض سقفهم، لأنّ العِقَد موجودة لديهم، لا في بيروت التي تتمسك بتطبيق القرار 1701 بلا تعديل.
إلى ذلك، تشير أوساط سياسية إلى أهمية اللقاء الذي سيعقد الأربعاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب والذي سوف تتضح من بعده الكثير من المعطيات حول وقف اطلاق النار في لبنان.
وكان وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر وصل إلى واشنطن امس في زيارة تستمر أربعة أيام يلتقي خلالها ممثلي الرئيس جو بايدن وممثلي الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بهدف البحث في ملفات تتصل بالاستقرار ووقف إطلاق النار مع حزب الله كما أعلن الإعلام العبري.