تواصل "اليونيفيل" مهماتها في جنوب لبنان على الرغم من الاعتداءات التي تتعرض لها، ولاسيما من الجانب الإسرائيلي.
وكتب عباس صباغ في" النهار": منذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان تتعرض "اليونيفيل" لاعتداءات طالت مراكزها وتحديدا على الحافة الأمامية، ووصل الأمر إلى حد طلب تل أبيب انسحاب تلك القوات التي تراقب الحدود وتعمل وفق مندرجات القرار الدولي 1701، علما أنها في جنوب لبنان منذ عام 1978.
بعد تعرض قوة "اليونيفيل" لأكثر من اعتداء ولاسيما في بلدة الضهيرة الحدودية، ثم تمركز دبابات إسرائيلية في محيط مقر قوة حفظ السلام في القطاع الغربي في بلدة شمع، وقصف المناطق اللبنانية، اتسعت رقعة المخاطر التي يتعرض لها ذوو القبعات الزرق.
وربما جاء قرار الأرجنتين سحب ثلاثة ضباط يمثلونها في "اليونيفيل"، إضافة إلى ضابط رابع في لجنة مراقبة الهدنة (التي أعلنت عام 1949)، من ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدول المشاركة في القوة الأممية.
وفي السياق، أوضح الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي لـ"النهار" مسألة انسحاب الأرجنتين، وقال: "في الأول من تشرين الثاني أبلغت البعثة الدائمة لجمهورية الأرجنتين لدى الأمم المتحدة قرارها سحب الأفراد الأرجنتينيين الموجودين في قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل). ولم يتم تقديم أي تفسير، علما أن من حق أي دولة مشاركه أن تقرر ما يجب فعله بقواتها".
ولفت إلى أن للارجنتين ضمن "اليونيفيل" أربعة ضباط بمن فيهم مراقب في هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، جميعهم يخدمون في المقر الرئيسي في الناقورة.
أما عن انعكاس القرار على عمل "اليونيفيل" فيجزم بأن "لا تغيير جوهريا في نشاطاتنا العملياتية ووضعنا. وقد أكدت جميع الدول الأخرى المساهمة التزامها حيال اليونيفيل والقرار 1701".
يقطع الناطق بإسم "اليونيفيل" الطريق على إمكان انسحاب هذه القوة من جنوب لبنان، ولاسيما في ظل الحديث عن قرب التوصل إلى وقف النار وما سيليه من دور أساسي لتلك القوة في مراقبة تنفيذ الاتفاق في حال الإعلان عن موافقة لبنان وتل أبيب عليه.
أبرز الاعتداءات
تعرضت "اليونيفيل" لأكثر من اعتداء من جيش الاحتلال، وأعلنت قيادتها عن تلك الاعتداءات، وذلك في سابقة، سواء لجهة إصدار البيانات أو تسمية الجيش الإسرائيلي. وأبرزها كانت أعمال تجريف لبنى تحتية تابعة لمركز رأس الناقورة، إذ عمدت حفارات وجرافات إسرائيلية إلى جرف سياج ذلك المركز وخرساناته.
كذلك تعرضت مراكز "اليونيفيل" في ميس الجبل والضهيرة ومروحين وغيرها.
أما الاعتداء الأبرز فكان في 7 تشرين الثاني الحالي عندما أصيب عدد من عناصر الكتيبة الماليزية جراء استهداف مسيّرة لسيارة قرب حاجز الجيش اللبناني في الأوّلي.
إلى ذلك أعلنت "اليونيفيل" تلقيها طلبا إسرائيليا في نهاية أيلول الفائت لإخلاء مراكزها، لكنها رفضت.
وبحسب "اليونيفيل" أيضا، تعرضت قواتها لأكثر من اعتداء في بلدات جنوبية خلال تأديتها مهماتها، ومنها في برج قلاويه وخربة سلم. وأشارت إلى سقوط صاروخ على مقرها الرئيسي في الناقورة، مرحّجة أن يكون "حزب الله" قد أطلقه.
لكن "اليونيفيل"، بحسب ما أكد تينتي لـ"النهار"، باقية لتنفيذ مهماتها من دون تغيير، وبالتالي لن تستجيب لطلب تل أبيب مغادرة مراكزها بغض النظر عن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار أو استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان.