توصلت دراسة حديثة إلى تفسير يمكن أن يوضح سبب تأثر الأطفال بفيروس كورونا بشكل أقل من البالغين.
ووجد علماء المناعة أن جهاز المناعة لدى الرضع أقوى مما يعتقده معظم الناس ويتفوق على جهاز المناعة لدى البالغين في محاربة مسببات الأمراض الجديدة.
ويشتهر الجهاز المناعي للرضع بكونه ضعيفا ومتخلفا عند مقارنته بشخص بالغ، لكن المقارنة ليست عادلة تماما، كما تقول الدكتورة دونا فاربر، أستاذة علم الأحياء الدقيقة والمناعة، والأستاذ جورج همفريز في العلوم الجراحية في كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا فاجيلوس.
ويصاب الأطفال بالكثير من أمراض الجهاز التنفسي من الفيروسات، مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، مقارنة بالبالغين. ولكن على عكس البالغين، يرى الأطفال هذه الفيروسات لأول مرة.
وتقول فاربر: "لا يمرض البالغون كثيرا لأننا سجلنا ذكريات هذه الفيروسات التي تحمينا، في حين أن كل شيء يصادفه الطفل جديد بالنسبة له".
وفي الدراسة الجديدة، قامت فاربر وزملاؤها باختبار قدرة الجهاز المناعي على الاستجابة لمسببات الأمراض الجديدة، ما أدى بشكل أساسي إلى القضاء على أي مساهمة من الذكريات المناعية.
وللمقارنة المباشرة، جمع الباحثون الخلايا التائية الساذجة (الخلايا التائية غير البالغة)، الخلايا المناعية التي لم تصادف مسببات الأمراض من قبل، من فئران رضع وفئران بالغة. ووُضعت الخلايا في فأر بالغ مصاب بفيروس.
وفي المنافسة لاستئصال الفيروس، فازت الخلايا التائية الساذجة بسهولة: تكتشف الخلايا التائية الساذجة المأخوذة من الفئران الرضع مستويات أقل من الفيروس مقارنة بالخلايا البالغة، وتكاثرت خلايا الرضع بشكل أسرع وانتقلت بأعداد أكبر إلى موقع الإصابة، ما أدى بسرعة إلى بناء دفاع قوي ضد الفيروس. ووجدت مقارنة معملية تحسينات مماثلة بين البشر الرضع مقارنة بالخلايا التائية البالغة.
وتوضح فاربر: "كنا نبحث في الخلايا التائية الساذجة التي لم يتم تنشيطها مطلقا، لذا كان من المفاجئ أنها تتصرف بشكل مختلف بناء على العمر. ما يقوله هذا هو أن الجهاز المناعي للرضيع قوي، وفعال، ويمكنه التخلص من مسببات الأمراض في وقت مبكر من الحياة. وفي بعض النواحي، قد يكون حتى أفضل من جهاز المناعة للبالغين، لأنه مصمم للاستجابة إلى العديد من مسببات الأمراض الجديدة".
وأشارت فاربر: "يعد فيروس SARS-CoV-2 جديدا تماماعلى الجميع، لذلك نشهد الآن مقارنة طبيعية جنبا إلى جنب بين الجهاز المناعي للبالغين والرضع، حيث يعمل لدى الأطفال بشكل أفضل. والكبار الذين يواجهون مسببا جديدا للأمراض يكون رد فعلهم أبطأ. وهذا يعطي الفيروس فرصة للتكاثر بشكل أكبر، وذلك عندما يمرض الشخص البالغ".
وتساعد النتائج أيضا في تفسير سبب فعالية اللقاحات بشكل خاص في مرحلة الطفولة، عندما تكون الخلايا التائية قوية جدا.
وتقول فاربر: "هذا هو الوقت المناسب للحصول على اللقاحات، ولا داعي للقلق بشأن الحصول على لقاحات متعددة في تلك النافذة الزمنية. أي طفل يعيش في العالم، خاصة قبل أن نبدأ في ارتداء الأقنعة، يتعرض لعدد كبير من المستضدات الجديدة كل يوم. إنهم يتعاملون بالفعل مع حالات التعرض المتعددة".
ويمكن أن تؤدي الدراسة إلى تصاميم لقاح أفضل للأطفال. وكشفت فاربر: "معظم تركيبات وجرعات اللقاحات هي نفسها لجميع الأعمار، لكن فهم الاستجابات المناعية المتميزة في مرحلة الطفولة يشير إلى أنه يمكننا استخدام جرعات أقل للأطفال ويمكن أن تساعدنا في تصميم لقاحات أكثر فعالية لهذه الفئة العمرية".
( إكسبريس)