تصدرت "القوات اللبنانية" مشهد القوى السياسية المناهضة لحزب الله في لبنان، ولعل الخطاب المقصود الذي يتقصد رئيس القوات سمير جعجع تظهيره يقود الى جعل القوات رأس حربة في محاربة الحزب على الساحة اللبنانية، لا بل الى التأكيد على ان القوات هي الجهة الوحيدة الراغبة بالذهاب بالخلاف مع "الضاحية الجنوبية" حتى النهاية.
تفرط القوات اللبنانية في تأكيدها على تجاوز القواعد التقليدية للعمل السياسي اللبناني، او الاصح تجاهر في رغبتها بتخطي قواعد الاشتباك السياسية والاعلامية والتوازنات المكرسة على الساحة اللبنانية والتي تحترمها قوى سياسية اكثر قدرة وقوة من القوات.
فتح جعجع معركة الانتخابات قبل اشهر، وبدأت القوات تحضيراتها الحثيثة للمعركة التي اعطاها "الحكيم" شعار اسقاط "حزب الله" والتيار الوطني الحر، وهذا ما يحاول ان يجر اليه شخصيات وقوى سياسية اخرى كانت حتى الامس القريب تتحاور مع الحزب في قضايا مختلفة.
وفي رأي مصدر متابع " فان جعجع يعلم ان القوات تعاني جديا من ازمة انتخابية، فبالرغم من كونها من اقل الاحزاب التي خسرت شعبيا بعد الحراك المدني، غير انها في الوقت نفسه تعرضت لاضرار كبيرة نتيجة انسحاب تيار المستقبل من الحياة السياسية، اذ ستخسر القوات عددا لا بأس به من النواب الذين كانوا يستفيدون من دعم المستقبل وحواصله".
وفي رأي مصدر فان" امل جعجع الوحيد هو الاستفادة من الفراغ على الساحة السنية الذي خلفه الحريري، والعمل على استقطاب كتلة من النواب السنة لتكون ضمن التكتل القواتي وتاليا تشكيل اكبر كتلة نيابية في البرلمان، تعمل على محاربة حزب الله بأسلوب غير تقليدي".
إنسحاب المستقبل جعل من فوز القوات اللبنانية وحلفائها بالاكثرية صعبا للغاية، اذ وفي احسن الاحوال لن يكون هناك اكثرية لاي طرف سياسي، بل مجموعة من الاقليات البرلمانية المشتتة التي تتفق وتختلف على "القطعة"...
لكن يبدو أن "القوات" ترغب في الوقت نفسه ان تقود الحالة السياسية الجديدة التي ستخاصم الحزب وتحاربه، من خلال تشكيل الكتلة الاكبر ورفع شعارات جذرية مرتبطة بسلاح الحزب وحضوره السياسي، وهو اطار قد يضم تحته الحزب التقدمي الاشتراكي وبهاء الحريري وبعض النواب السنة المعارضين للحزب.
من وجهة نظر قواتية فإن الفوز بالانتخابات النيابية المقبلة مضمون، فأولا سيتحقق للقوات تراجع حجم التيار الوطني الحر النيابي، وثانيا ستنحصر النتيجة العامة بإحتمالين، اما ان يكون هناك اكثرية نيابية حليفة للقوات، او ان تتزعم القوات المعارضة في وجه حزب الله...