في زمن يحاول فيه مختلف الأقطاب السياسيون الابتعاد عن الاعلام بمشهديته المباشرة ولقاءاته المطولة والاستعاضة عنها ببيانات أو اطلالات لمحازبين ومناصرين، إدراكا منهم أن الرأي العام بات يبحث عما قد لا يستطيعون الإجابة عنه.
في هذا الزمن وكعادته غرد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية خارج السرب مصارحا اللبنانيين وغير متهرب من مسؤولياته المباشرة وغير المباشرة في الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد.
في حديث فرنجية المطول ليل امس مع الزميل مرسيل غانم عبر برنامج" صار الوقت" على الMTV ظهرت عفويته وصراحته إلى أبعد حدود،وما يمكن التوقف عنده والبناء عليه يتمثل في النقاط التالية:
أولا: حدد فرنجية الاتجاه العام للخروج من أزمة النظام حين أكد أنه بحاجة إلى "سيستم محرك" له ولسنا بحاجة إلى تغيير الطائف بشكل عام. وفي هذا الإطار غمز من واقع المسيحيين الذين قد يكونون الحلقة الأضعف في أي تركيبة جديدة قد يتفق عليها، ولم يخف فرنجية أن التسوية باتت قريبة ولا بد من اقتناص الفرصة بطريقة ذكية.
ثانيا: بدا الموضع السياسي والاستراتيجي واضحا كما دائما عند رئيس تيار المردة، لكن المفارقة هذه المرة أنه عبر بوضوح تام عن علاقته بمختلف حلفاء الثامن من آذار دون أن ينسى الأخطاء المرتكبة ودون أن يظهر منغمسا ومتماهيا مع حزب الله إلى أبعد حدود.
ثالثا:في ملف الانتخابات والمرفأ، لم يخف فرنجية محاولات التطويق المستمرة التي واجهها على مر الزمن ولم يخف انه يستشعر محاولة إلغاء جديدة قد تكون من الحلفاء قبل الخصوم، لكنه تسلح بمحبة الناس وعلاقته معهم وببعده الوطني والميثاقي بعيدا عن سياسة الارقام المنتهجة والتي ساهمت في إيصال البلاد إلى ما هي عليه اليوم.
وفي مجال تحقيقات المرفأ، ظهر وضوح فرنجية وعدم لعبه على مشاعر أهالي الشهداء ،ليؤكد أن في هذه الجمهورية ما زال هناك من يسعى وراء الحقيقة لا الشعبوية.
رابعا: برز في الحديث التلفزيوني المطول كلام فرنجية المتكرر عن النظام الاقتصادي الحر الذي، إن غاب سيغيب كل حر عن هذه البلاد، كما برز اسم زياد المكاري كوزير محتمل بديل عن الوزير جورج قرداحي وفي ذلك أيضا إشارة واضحة إلى متانة العلاقة المستمرة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.